ضربة البداية
أرفض محاولات البعض التقليل من قيمة وحجم إنجاز فوز المنتخب الوطني لكرة القدم علي تشاد 5/1 في «أنجامينا» خارج الحدود، البعض يسعي لفرض رأيه علي الأرجنتيني كوبر المدير الفني، ودفعه لاختيارات بعينها، وكأن الزمن يعيد نفسه، وقتما كان كل مواطن مصري يختار المنتخب الذي يراه مناسباً من وجهة نظره!
«كوبر» سيد قراره، والمسئول الأول عن اختياراته، وهو الذي ستتم محاسبته إذا لم يتحقق أمل التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية وحلم الوصول لمونديال روسيا 2018. والبداية تؤكد ان كوبر لديه الكثير وفكره الكروي وحماسه سيدفعان المنتخب لصدارة مجموعته، طالما ان الفوز والأداء الهجومي هما شعاره وأسلوبه في التخطيط والتكتيك.
خماسية تشاد جاءت بجهد وعرق وكفاح وإصرار من الجهاز الفني واللاعبين علي العودة بفوز كبير يضع مصر في المقدمة، ويدفع اللاعبين معنوياً للأمام، خاصة ان كوبر بني منتخباً جديداً قوامه مجموعة من الوجوه التي أثبتت وجودها وحجزت مكاناً ثابتاً في المنتخب، وجميعهم يستحقون ذلك، بعيداً عن المحاباة والمحسوبية والحسابات الخاصة التي تحدثوا عنها كثيراً، وكانوا يلومون الأجهزة الفنية السابقة في هذه النقطة بالتحديد.
من حق كوبر أن يختار من يراه مناسباً لتنفيذ فكره، وليس من حق أي مسئول أو مدرب في أي ناد ان يكون علي عدم اختيار لاعب بعينه، وهو ما وقع فيه فتحي مبروك المدير الفني للأهلي الذي أدلي بتصريحات أثارت أزمة قبل أن يعتذر عنها، وهو موقف غريب علي مبروك المعروف بالتزامه دائماً.
مبروك لم يعجبه عدم اختيار نجمي الأهلي حسام غالي وحسام عاشور وأكد انهما أفضل من الذين اختارهم كوبر، ثم انتقد الدفع برمضان صبحي في مباراة تشاد علي الأطراف، وأكد أنه كان من الأفضل أن يلعب خلف رأسي الحربة، ثم قال ان الفوز العريض علي تشاد لا يعني شيئاً لان هذا المنتخب مستواه أضعف من مراكز الشباب!
كلها تصريحات ليست في محلها ولا داعي لها علي الإطلاق، والسؤال إذا تعثر المنتخب في تشاد وعاد خاسراً أو متعادلاً ولم يحقق فوزه الكبير، فماذا كان سيقول مبروك ومن يهاجمون المنتخب وجهازه الفني؟!
كوبر اختار مجموعة لا خلاف عليها وهم الأجهز والأفضل ولديه قناعة بأنهم سينفذون فكره الذي سيصل به إلي الأمم الأفريقية والمونديال، ولا خلاف علي أن هذه العناصر سواء من المحليين أو المحترفين الأفضل، والفوز بالخماسية مهم حتي لو كان المنافس مستواه ضعيفاً، المهم أننا نؤدي بقوة ونقدم أداءً هجومياً راقياً ونسجل ونصحح الأخطاء، ولن يلتفت كوبر للانتقادات وسيظل سيد قراره.