رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

< عرفت="" الفنان="" الكبير="" محمود="" الهندي="" عام="" 1983،="" حيث="" قدمه="" لي="" نشر="" كتبي="" علي="" عبدالحميد،="" قدمه="" لي="" وسعدت="" جدا="" بأنه="" سيرسم="" غلاف="" ديواني="" «هذه="" الروح="" لي»="" الذي="" صدر="" عام="" 1985="" ورسم="" معه="" للدار="" 37="" ديوانا="" للشعر="" ومجموعات="" قصصية،="" وفي="" كل="" لوحاته="" تأكدت="" لي="" مصريته="" وتميزه="" المتفرد="" في="" خطوطه="" الرشيقة="" وهو="" فنان="" مكافح="" بدأ="" حياته="" برسم="" كتب="" ومجلات="" الأطفال="" وكان="" يذهب="" لهم="" في="" القري="" والنجوع="" ويدربهم="" في="" الرسم="" في="" بيوت="" وقصور="" الثقافة="" وتوطدت="" صداقتي="" به="" وحكي="" لي="" أن="" جده="" هندي="" مسلم="" ولهذا="" كانت="" تسمية="" محمود="" الهندي="" الذي="" ولد="" بمحافظة="" الجيزة="" عام="" 1974="" وقد="" ورث="" عن="" جده="" حب="" الفنون="" الجميلة="" والطباعة="" والجرافيك="" فقد="" تعلم="" جده="" في="" القاهرة="" بالأزهر="" الشريف="" وعرف="" اللغة="" العربية="" وكان="" يكتب="" زجلا="" نقديا="" ساخرا="" لكنه="" كان="" يهوي="" فنون="" الطباعة="" اليدوية="" التي="" كانت="" في="" ذلك="" الحين="" ذات="" إمكانيات="" متواضعة="" لكنها="" تصل="" دائما="" الي="" نتائج="" مهمة،="" وأقام="" جده="" في="" الجيزة="" بين="" الميدان="" وبين="" أم="" المصريين،="" عاشقا="" للحي="" الشعبي="" المصري="" و="" الحواري="" وكانت="" جلسته="" المفضلة="" في="" مقهي="" عبدالله="" الشهير="" الذي="" تحدث="" عنه="" كثيرا="" أستاذنا="" الكاتب="" الساخر="" الراحل="" محمود="" السعدني="" الذي="" كان="" يجمع="" بينه="" وبين="" صلاح="" عبدالصبور="" وزكريا="" الحجاوي="" وأنور="" المعداوي="" ومحمود="" حسن="">

وكبر الفنان محمود الهندي ولديه هذا الميراث الشعبي وبدأت لديه الي جانب رسوماته التي تأكدت فيها شخصيته مبكرا، موهبة النقد الفني، حيث كان يكتب بمجلة «القاهرة» التي عمل فيها مديرا فنيا، ثم اختارته مشروع القراءة للجميع ليرسم ويصمم أغلفة كتبها في الفترة من 1994 حتي عام 2007، ولم يكن ديكتاتورا حتي يرسم كل الكتب بل كانت لديه فرصة ليعلم الأجيال ملامح الفن العالمي من خلال طبع لوحات رواد الفن العالمي علي أغلفة القراءة للجميع فاستحضر أعمال بيكاسو ومونيه وڤان جوخ ورينوار الي جانب روادنا نحن عبدالهادي الجزار ومحمد ناجي وتحية حليم ومحمود سعيد وعفت ناجي وكان الهندي يصمم في اليوم الواحد أكثر من سبعة أو ثمانية أغلفة نصفها للقراءة للجميع والنصف الآخر للكتب ودواوين الشعراء الي جانب رسومات مجلة الأطفال «قطر الندي»، الذي رأس تحريرها فترة وكان يرسم أيضا في مجلات «سمير» و«علاء الدين» و«العربي الصغير».

ومن دراساته في الأدب الشعبي، تحقيق كتاب «ابن عروس» مع لوحات والأغاني الشعبية في صعيد مصر مترجما عن چستون ماسبيرو، وكذلك نجح في تحقيق ديوان النفري وله دراسة مخطوطة عن الشاعر الغنائي مرسي جميل عزيز وبعد أن شارك محمود الهندي في ثورة 25 يناير أصدر عنها ديوان «موال فراق الأحباب» وصدر عام 2011، محمود الهندي كان كتلة من الصدق الفني والأصالة والإنسانية عطاؤه كان للجميع بلا حدود، رحمه الله مات عن ثمانية وستين عاما كلها محبة للآخرين.