عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوجة تعترض على إنذار الطاعة: بخاف منه

اتخذت أريكة خشبية رابضة في ركنٍ منزوٍ مظلم بمحكمة أسرة مدينة نصر مأوى لها لإراحة جسدها، ووقفت صامتة لا تحرِّك ساكنًا، وكأنها تمثال حجري منحوت، على قسمات وجهه علامات الوجوم واليأس، كانت تمسك بيدها حافظة مستندات باهتة اللون بها أوراق اعتراض على إنذار الطاعة، الذي أقامه ضدها زوجها بعد زواج دام لأكثر من 10 سنوات، ظلت طوال الوقت تحدِّق في الحافظة بعينيها العسليتين المزينتين 

بكحلٍ أسود عريض، وتسترجع ذكريات زيجتها التي باءت بالفشل، بسبب امتهان زوجها لكرامتها، وطرده لها من منزل الزوجية، التي تعبت معه في تأسيسه، إنها "ولاء" صاحبة الـ 33 ربيعًا.

بصوت تتلوان نباراته بالوهن والانكسار سردت "ولاء" روايتها من داخل رواق محكمة أسرة مدينة نصر قائلة: "تزوجت زوجي منذ أكثر من 10 سنوات، تمنيت أن أسقط عدد تلك السنوات من ذاكرتي، لعلي أتمكن بذلك من محو آثار ما عانيته فيها من ألم وقهر وسب وإهانة بسبب وبدون سبب من عقلي، وأنسي جسدي ما أصابه من جروح غائرة في الرأس والوجه وكسور، لكن أنا من فعلت هذا بنفسي، فأنا من دفعته للتمادي في طغيانه وتعذيبه لي عندما التزمت الصمت على إهانته لي، واستسلمت للكماته وصفعاته، بحجة الخوف من ألسنة الناس التي لا ترحم من حملت يومًا لقب مطلقة، وأيديهم التي تنهش في عرضها، والحفاظ على استقرار البيت، وهو استطاع أن يستغل نقطة ضعفي جيدًا".

 

تسري الارتعاشة في أوصال الزوجة الثلاثينية وهي تتابع سرد مأساتها: "ما زالت أحداث ذلك اليوم تطارد ذاكرتي، فيومها انهال عليَّ بالضرب كعادته بعد نشوب

خلاف بسيط بيننا، ويا ليته اكتفى بذلك بل طردني من بيتي دون أن يسمح لي أن ألملم أغراضي، حتى وكأنه كان مبيت النية للخلاص مني، وبنبرة مبجحة قال لي "انسي إنك تقعدي في الشقة دي ملكي أنا"، نزل رده عليّ

 

كالصاعقة على الرغم من أنني أسهمت معه في فرشها وتأسيسها من راتبي الخاص، ولكن خيبة رده جعلتني أقرر العودة إلى بيت أهلي وأنا أجر أذيال الخيبة، وقررت أن أطلب الطلاق".

 

اختتمت السيدة الثلاثينة روايتها وهي تحبس الدموع في مقلتيها في محاولة منها لإظهار ثباتها والحفاظ على توازنها: "ومن جبروته فوجئت به ينذرني بالدخول في طاعته، بحجة أنني تركت منزل الزوجية دون وجه حق، وأنه حاول مرارًا وتكرارًا أن يعيدني إليه لكن دون جدوى، فلجأت إلى محكمة الأسرة بمدينة نصر، وتقدمت بطلبٍ إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية، لحل النزاع وديًا، وبعد فشل مساعي الصلح، أقمت دعوى اعترضت فيها على إنذار الطاعة، وبررت طلبي بأن زوجي غير أمين عليَّ نفسًا ومالًا، وأن مسكن الطاعة غير شرعي".