مكلمخانة
السلطة في بلادنا علي قممها وسفوحها تكاد أن تكون عملية "سرية" لا يجوز للشعب الاطلاع علي اسرارها!، مع أن الشعب - كما هو مفترض - وهو - كما تقول دساتيرنا - مصدر السلطات!، وما ساعد علي "السرية البالغة" لهذه السلطات تقادم العهد عليها خاصة اذا كانت "سلطات مطلقة" فتتحول التحول الطبيعي الي مفسدة مطلقة، ويتحول الشعب الي ضحية دائمة لصاحب السلطة المطلقة، وأذنابه بحيث يصبح "رئيس عموم الحياة" في الكبيرة والصغيرة من شئون البلاد والعباد، وفلسفة مثل هذه "الدولة السرية" أنها لا تفصح عن شيء من نواياها للناس، بل هي تعتمد علي مفاجأة الناس بما تراه بحيث لا يصبح أي فضل لأحد في النفع سوي "رئيس عموم الحياة"!، ولا يرفع بعض الضرر عن الناس الا هذا القرار المفاجئ الذي يزيل هذا الضرر وقد أتي ايضا من هذا الرئيس العمومي للحياة، وقد أصبح تدبير شئون هذه الحياة من اختصاص شخص واحد فقط باعتماد منه علي معاونيه، الذين يزينون يومياً للناس أن "لولا حكمة الرئيس" التي تداركت مصيبة أو بلاء لذهبت البلاد الي مجهول!، وشيئا فشيئا فترسخ فكرة الرئيس الأوحد الذي لو أدركته العناية الإلهية بالموت لوقعت البلاد في مأزق وكرب لا كاشف له إلا بأن يحل محل الراحل "أي حد من ريحته"!، وياحبذا لو كان هذا الذي يحل تسري في دمائه "دماء نبيلة" كتلك التي كانت تملأ عروق صاحب السلطة الراحل!
ومع ذلك الذي يكاد ان يصبح حقيقة مؤكدة في حياتنا المصرية العامة، فان ما لا يكون في حسبان صاحب السلطة "السرية" يأتي