بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جمعة: افتراءات اليهود على شريعة موسى تحريف صريح

بوابة الوفد الإلكترونية

في تفسيره لآيات من سورة آل عمران (الآيات 93 - 95)، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن قصص الأمم السابقة في القرآن الكريم لم تُذكر لمجرد التأريخ أو الحكاية، بل جاءت للعظة والاعتبار، واستخلاص الدروس والهداية.
 


افتراءات اليهود على شريعة موسى

وأوضح جمعة أن القرآن الكريم تصدى لافتراءات اليهود فيما يخص تحريم بعض الأطعمة، مؤكدًا أن الأصل في شريعة بني إسرائيل هو إباحة جميع الأطعمة، ولم يكن هناك تحريم إلا لما حرّمه نبي الله يعقوب (إسرائيل) على نفسه خاصة، قبل نزول التوراة، وذلك كما جاء في قوله تعالى:{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}.

وأشار جمعة إلى أن ما نُسب لاحقًا إلى شريعة موسى عليه السلام من تحريم لأنواع من الطعام هو تحريف متعمد، قام به بعض أحبار اليهود عبر التاريخ، في محاولة لفرض أهواءهم كتشريع إلهي، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه محمد ﷺ بأن يطالبهم بالرجوع إلى التوراة الأصلية للتحقق من صدق مزاعمهم، وذلك في قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

ورأى الدكتور جمعة في هذه الآية دعوة واضحة للرجوع إلى المصادر الأصلية في فهم الدين، وتشجيعًا على البحث العلمي والحوار والمناظرة بالحجة والدليل، كما بيّن أن الدين لا يخاف من النقاش العلمي الرصين، بل يدعو إليه.


 صور الانحراف العقائدي

وأضاف أن من صور الانحراف العقائدي التي وقع فيها بعض أحبار اليهود زعمهم أن النبوة لا تكون إلا في نسل السيدة سارة، زوجة نبي الله إبراهيم، أي في نسل إسحاق، بينما أهملوا حقيقة أن إسماعيل -ابن هاجر- كان هو الابن الوحيد في وقت واقعة الذبح، كما هو مثبت في نصوص التوراة، مما يدل على تحريفهم المتعمد للنصوص لتناسب أفكارهم القومية الضيقة.

وحذّر جمعة من الاستمرار في التضليل والكذب بعد وضوح الحجة، مؤكدًا أن من يفتري على الله عمدًا يكون من الظالمين، والافتراء على الله يُعد جريمة دينية كبرى، خاصة إذا ما تحولت إلى عقيدة تُقاتَل الناس عليها.

وفي ختام تفسيره، شدد فضيلة الدكتور علي جمعة على أن القرآن الكريم يُرسي منهجًا علميًا رصينًا في التعامل مع الأديان والكتب السماوية، قائمًا على التحقيق والتدقيق والرجوع إلى الأصول، لا إلى الأهواء والتقاليد المحرفة، داعيًا إلى الاحترام المتبادل بين أهل الديانات من خلال الحوار المبني على العلم والحقيقة.