رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لماذا ستكون الشام أرض المحشر؟.. علي جمعة يوضح

بوابة الوفد الإلكترونية

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن السر في كون بلاد الشام هي الأرض التي يحشر الناس إليها يوم القيامة، بحسب ما ورد في عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة، وآيات من القرآن الكريم التي تشير إلى بركة تلك الأرض ومكانتها الدينية.
 

 أرض المحشر
 

وأكد فضيلته أن هناك أحاديث نبوية صحيحة دلّت على أن أرض المحشر التي تسوق النار الناس إليها هي أرض الشام، مشيرًا إلى أن من حكم ذلك أن الشام ستكون موطن أتباع الإمام المهدي وعيسى عليه السلام في آخر الزمان، كما أنها أرض بارك فيها النبي ﷺ في دعائه، حيث قال:«اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا» [رواه البخاري].

وأضاف أن الشام هي أرض الأنبياء ومسرى النبي ﷺ، وفيها بيت المقدس، وأن القرآن الكريم أشار إلى كونها أرضًا مباركة في مواضع متعددة، منها قوله تعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 81]، وقوله سبحانه:{وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف: 137].

كما ذكّر فضيلته بآية الإسراء التي تصف بركة الأرض حول المسجد الأقصى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1].

الشام خِيرة الله من أرضه

وساق الدكتور علي جمعة عددًا من الأحاديث التي تبرز فضل الشام، منها حديث النبي ﷺ حين وقعت فتن، فقال له الصحابي ابن حوالة: "يا رسول الله، اختر لي إن أدركت ذلك الزمان." فقال له ﷺ:«عليك بالشام، فإنها خِيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، وإن الله تكفل لي بالشام وأهله» [رواه أبو داود والحاكم].

كما أشار إلى حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ قال:«إنكم محشورون رجالًا وركبانًا، وتجرون على وجوهكم ها هنا»، وأشار بيده إلى جهة الشام [رواه الحاكم في المستدرك].

الحشر إلى الشام.. في الدنيا أم الآخرة؟

وأوضح فضيلته أن العلماء اختلفوا في تفسير الحشر إلى الشام:

البيهقي والغزالي وغيرهم رأوا أنه حشر في الآخرة، بعد البعث من القبور.

بينما ذهب جمهور العلماء إلى أنه حشر دنيوي قبل قيام الساعة، يكون الناس فيه أحياء، وتحشرهم النار إلى أرض المحشر في الشام.

ودلل على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا» [رواه البخاري ومسلم].

وقال فضيلته إن هذا الحديث يُظهر مظاهر الحياة من ركوب الإبل ووجود الطعام، وهو ما لا يمكن أن يتوافر بعد البعث، مما يدعم قول الجمهور بأن الحشر إلى الشام يكون في الدنيا قبل البعث.

علامة من علامات الساعة الكبرى

وأشار جمعة إلى أن خروج النار من أرض اليمن لتسوق الناس إلى محشرهم في الشام، هي العلامة الثامنة والأخيرة من علامات الساعة الكبرى، بحسب ما ورد في الأحاديث، مؤكدًا أن هذه العلامات تدل على عِظم يوم القيامة، ووجوب الاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.

النبي ﷺ أخبر بكل شيء

وختم حديثه بالتأكيد على أن النبي ﷺ لم يترك أمرًا إلا وأخبر به أمته، حرصًا منه على نفعهم، فقال ابن عمر رضي الله عنه:
"قام فينا رسول الله ﷺ مقامًا، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه" [رواه البخاري].

وأوضح أن الإيمان بعلامات الساعة هو جزء من الإيمان بالغيب الذي أمرنا الله به، وأن معرفتها تُعين المسلم على تثبيت اليقين واستشعار عظمة يوم القيامة، يوم الفصل، ويوم الحسرة، ويوم الجزاء والعدل الإلهي.