علي جمعة: عاشوراء يوم فرح بنجاة موسى لا يوم حزن ومزايدة

في يوم عاشوراء، يلفت الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الأنظار إلى المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم، ليس فقط كذكرى دينية بل كحالة من الرحمة والتوسعة والفرح المستحب.
قال الدكتور علي جمعة إن شهر المحرم هو ثالث الأشهر الحرم السرد، بعد ذي القعدة وذي الحجة، يليه رجب الفرد، وقد كان النبي ﷺ يعتز به، ويُكثر من الصيام فيه.
وعندما دخل النبي المدينة ووجد اليهود يصومون يوم العاشر من "تشري" احتفالًا بنجاة موسى من فرعون، قال: "نحن أولى بموسى منهم"، فصامه وأمر أصحابه بصيامه، ليصبح صيام عاشوراء سُنة ثابتة.
ويُوضح جمعة أن صيام عاشوراء ظل فرضًا حتى نُسخ بفريضة رمضان، وبقي بعدها نافلة مرغبًا فيها، وقد أوصى النبي بصيام يوم التاسع (تاسوعاء) معه مخالفة لليهود. وفي هذا السياق، يُشير إلى حديث نبوي يُستحب فيه "التوسعة على العيال يوم عاشوراء"، وقد نُقل عن عبد الله بن المبارك قوله: "جربناه ستين سنة فوجدناه صحيحًا".
وينتقد الدكتور علي جمعة بشدة ما وصفه بـ"ثقافة التحريم والتشدد"، التي تحاول أن تُصادر على الناس فرحتهم بسنة نبوية. ويؤكد أن صناعة الحلوى وتبادلها في عاشوراء، كما يفعل المصريون، تعبير عن الفرح بنجاة نبي الله موسى، وهي فرحة لا تُنافي تعظيمنا واستذكارنا لمصاب الإمام الحسين رضي الله عنه، لكن لا يجوز أن تطغى المصيبة على السنة الثابتة.
ويختم جمعة بالتأكيد أن الإسلام دين رحمة لا عنف، ودين محبة لا خصومة، داعيًا إلى الالتزام بالسنة النبوية في صيام عاشوراء، والفرح بها، والتوسعة على الأهل فيها، امتثالًا لهدي النبي الكريم ﷺ.