جمعة: التبسم صدقة والاستغفار طريق للغفران وكفالة اليتيم تفتح باب الجنة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي محمد ﷺ فتح للمسلمين أبواب العمل الصالح على مصراعيها، وجعل منها طريقًا إلى محبة الله ورضوانه، بل وجواره في الجنة.
وسع الصدقات في الإسلام
وأوضح جمعة أن رسول الله ﷺ لم يحصر الصدقات في المال فقط، بل وسّع مفهومها حتى شملت التبسم في وجه الآخرين، حيث قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، مشيرًا إلى أن هذا المعنى يعمّق مفهوم الرحمة في المجتمع ويشجع على نشر المودة بين الناس.
وأضاف أن الوضوء في الإسلام ليس مجرد طهارة حسية، بل هو تطهير معنوي أيضًا، حيث تخرج الذنوب من أعضاء الإنسان مع كل قطرة ماء أثناء الوضوء، ليبدأ المسلم بعده حياة جديدة مع ربه، موضحًا أن النبي ﷺ كان يدعو دائمًا إلى تجديد الإيمان، فقال: «جدِّدوا إيمانكم»، فقيل له: كيف يا رسول الله؟ قال: «قولوا لا إله إلا الله»، مشيرًا إلى أن التلفظ بهذه الكلمة من القلب وبوعي يُعد بداية وعيٍ حقيقي يسبق السعي، ويُدخل صاحبه في علاقة جديدة مع الله عز وجل.
ولفت الدكتور جمعة إلى أن الاستغفار من أعظم مفاتيح المغفرة، وأن كفالة اليتيم من أبواب القرب التي تقرّب العبد من النبي ﷺ في الجنة، مستشهدًا بقوله ﷺ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين»، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وهو ما يدل على عِظم منزلة من يكفل يتيمًا، حتى أنه يكون في جوار المصطفى ﷺ في الآخرة.
وتابع: "هذا الحديث يفتح باب الأمل والرحمة في قلب كل مؤمن، فمن أحب يتيمًا وكفله لله، جازاه الله بجوار نبيّه، وجعل له الأجر والثواب العظيم"، مشيرًا إلى حديث آخر ورد عن فضل مسح يد اليتيم: "من وضع يده على رأس يتيم كانت له بكل شعرة حسنة"، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
وأكد الدكتور علي جمعة أن الإنسان في هذه الحياة أحوج ما يكون إلى رحمة الله ولطفه وهدايته، فهو المعين على مقاومة شهوات الدنيا، والانتصار على النفس، وتحقيق العبودية الحقيقية، وعمارة الأرض كما أمرنا الله تعالى، حتى ندخل تحت رحمته ورضاه.
وفي موقف مؤثر يرويه الدكتور جمعة عن النبي ﷺ، قال إن رجلاً جاء يشكو إلى رسول الله بأنه ارتكب ذنبًا عظيمًا، فأرشده النبي إلى الطهارة والتوبة، قائلاً له: «اذهب فتوضأ ثم صلّ ركعتين»، بنية التوبة والتطهر من الذنب، والعودة إلى الطريق المستقيم بعزم وإخلاص.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية المبادرة إلى الحسنات، وعدم اليأس من الذنب، موضحًا أن النبي ﷺ قال: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها»، وقال أيضًا: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»، داعيًا المسلمين إلى اغتنام الفرص اليومية للعمل الصالح، وطلب الغفران، والإكثار من ذكر الله حتى تحيا القلوب وتطمئن النفوس.