عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"روح الميدان"؟!

"الثورة أولا.. تطهير بجد.. محاكمات بجد.. حكومة بجد

إلى المجلس العسكرى.. شكرا لقد نفذ رصيدكم

كلنا يد واحدة فى مواجهة الفاسدين

مطلوب تطهير الحكومة من الفاسدين

لا للإفراج عن قاتلى الشهداء

الشعب يريد القصاص

قولتوا معاكوا هنطهرها.. صدقناكوا غدرتوا بتارنا

هانجيبك.. هانجيبك"..

هذه هى البعض فقط مما حملته لافتات المواطنين بمختلف ميادين المحروسة، ذلك فى جمعة "الثورة أولا" أو كما أسماها أخرون"مليونية القصاص والتطهير"، تلك التى عبرت عن مجمل المطالب الشعبية التى لم تجبها حتى الأن القوى القائمة على إدارة المرحلة الإنتقالية سواء المجلس العسكرى أو حكومة د.شرف.

وبعيدا عن ما حملته اللافتات وعبرت عنه من مكنون صدور قطاع عريض من الشعب إلى جانب العديد من القوى السياسية، كذا بعيدا عن موقف المجلس العسكرى أو حكومة د.شرف منها أو التقييم الدائر لأدائهما على مدار الفترة الماضية.. أعتقد أن الأهم هنا هو الحديث عن "روح الميدان"، هذا الشعار الذى تنامى إلى مسامعى كثيرا فى الأمس، حيث التعبير عن الشعور بمدى روعة الحالة التى جسدها الشعب بمختلف طوائفه بإختياره وقراره النزول إلى الشارع منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى جمعة التنحى 11/2 حاملا الشعار"الشعب يريد إسقاط النظام"، تلك الكلمات القليلة الصريحة التى صاغها الشهداء بدمائهم وتوحدت عليها أصوات الملايين فى مختلف ربوع المحروسة.

تلك الروح التى سادت الجميع ووقفت حائلا أمام أخر محاولات النظام السابق للإلتفاف حول مطلب الشعب بإسقاطه.. الحالة الحسية والمعنوية التى سيطرت على الجميع.. ليس فقط على من هم كانوا بداخل الميدان، بل كذلك على الجميع ممن ألتفوا حوله يتابعون ليل نهار ما يجرى به عبر الشاشات وأثير الإذاعات، بل وشكلوا مجموعات المقاومة الشعبية التى انتشرت فى شوارعنا للتصدى ومواجهة بلطجية النظام، وسهرت على راحة وأمان ذوينا فى بيوتهم.

"روح الميدان" والتى سرعان ما غابت عنا سريعا فيما بعد إعلان التنحى، من ثم الإنفضاض عن الميدان والإكتفاء بالرجوع إليه للإحتفال بما تحقق، حيث قوة القدرة الشعبية على إجبار نظام ظل راسخا لمدة 30عاما على صدورنا..دفعه دفعا نحو السقوط، ذلك تصورا وتوهما بأن سقوط الرأس تعنى وبالتالى سقوط جسد النظام ككل، وهو الخطأ الذى أرتكبه البعض منا ممن راحوا بعدها للنظر إلى أنفسهم وما عانوه فى ظل العهد السابق، من ثم تفكك الجماعة القائمة على وحدة الهدف والشعار، لاسيما بعد أن بات لكل منا هدفه، من ثم تحول العام إلى "فئوى"، وهو المشهد المكرر تاريخيا، حيث تصور النصر والذهاب سريعا إلى جمع الغنائم، من ثم ألتفاف "الفلول" حولنا ومباغتتنا بالإنقضاض علينا لإفساد ما حققناه، وهو ما أدى إلى خلط صورة الميدان فى الأذهان، حيث بات تجسيدا للفوضى، التى تفسد أكثر ما تفيد.

لم يعى الكثير منا وللأسف بعد

طبيعة الحدث، حيث توقف قطار الثورة عند محطة التنحى، من ثم تحول المشهد إلى مجرد إنتفاضة شعبية قام بها البعض من أجل إجبار رئيس الدولة على التنحى، وهو الهدف الذى تحقق فعليا، ومن ثم لم يعد هناك داعى - ومن وجهة نظر الكثيرين- لتكرار حالات الإحتشاد، بل ولم يعد لها مبررها فى منظورهم؟!، من ثم تحولها إلى مجرد كونها محاولات فوضوية لشل حركة الدولة والعبث بمقدراتها وإتاحة الفرصة للأعداء على مهاجمتها، وهى مجموعة الأفكار التى ساهم فى نشرها الإعلام الحكومى الموجه بفلوله ومتحوليه، الذين نجحوا فى إحداث الشق فى صفوف الجماهير العريضة، من ثم تشتت الأذهان والأفكار والكلمات والشعارات، ذلك فى ظل دولة لازالت تسجل الغياب، بل ولازال مسئوليها بالخارج فى إنتظار العقاب، ليس فقط على ما اقترفوه من خطايا، بل على ما أظهروه من بلادة فى الحس والفهم، لاسيما بعدما نال المرض من العقول وأفقدها القدرة على إدراك وإستيعاب فحوى الرسالة، تلك التى تحوى حقيقة عجزهم على الوقوف أمام رياح التغيير.. أو إعادة عقارب الساعة والعودة بالتاريخ إلى ما قبل 25يناير، تلك الرسالة التى خرج الجمع مجددا لتوجيهها، ذلك عبر العودة مجددا للتسلح ب"روح الميدان"، التى هى بمثابة كلمة السر لحل مختلف الألغاز المستعصية على عقول الغالبية منا منذ جمعة التنحى وحتى الأن.

فهل فطن الجمع إلى درس الميدان، من ثم إتخاذهم القرار للعودة والإلتفاف مجددا خلف قطار الثورة ودفعه نحو إستكمال رحلته حتى وصوله إلى محطة إسقاط النظام وتحقيق"التغيير" المنشود؟!، كذا هل وعى هذه المرة كلا من المجلس العسكرى ووجهه السياسى ممثلا فى حكومة د.شرف فحوى الرسالة الشعبية؟!.. أم إنه لازال لدى البعض منا نية تكرار الخطأ؟، أيضا لازال لدى المجلس"الحاكم" النية فى تجاهل الإختيار والإنفراد بالقرار؟!.