عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بطل سيناء المنبوذ من أمن الدولة


لم يخطر ببال المجند أيمن محمد حسن أن يقضي أحلي سنوات عمره خلف القضبان.. بدلا عن تكريمه لقتله 21 ضابطا وجنديا إسرائيليا وإصابة20 آخرين لإهانتهم علم مصر..

«الوفد الأسبوعي» التقت أيمن الملقب ببطل سيناء ليروي لنا تفاصيل أصعب عشر دقائق مرت في حياته والتي سجن بسببها 12 عاما..

يبدأ بطل سيناء ذكرياته عن العملية من منطقة رأس النقب التي كان مجند استطلاع بها في عام 90.. يقول: بعد زيارة لي لمتحف احمد عرابي في بلدتي الشرقية وجدت صور مذبحة بحر البقر لأطفال ودماء ظلت معلقة في ذهني حتي آخر يوم لي في الخدمة.. طلبت فترة راحة من القائد فوافق كمكافأة بسبب حصولنا علي المركز الأول علي مستوي القيادات فطلبت من الضابط أن أذهب إلي نقطة هادئة وهي مكان قريب من الحدود بين مصر وإسرائيل فوافق وأثناء وجودي هناك من مكان قريب من رأس النقب شاهدت مجندا إسرائيليا يمسك بعلم مصر ويمسح به حذاءه ما أثار حفيظتي والأكثر من ذلك هو قيام هذا المجند بأفعال خادشة للحياء مع إحدي المجندات الإسرائيليات علي العلم ما زاد من استفزازي وغضبي فقلت في قرارة نفسي «طلبت موتك يا عجل» ثم بدأت التفكير في القضاء علي هذا الجندي الذي أهان العلم المصري، وبدأت أحسب له مواعيد عمله وإجازاته وفي تلك الفترة وقعت مذبحة الأقصي علي أيدي الاحتلال الإسرائيلي فبدأت أحسبها بشكل مختلف..وفكرت في رد فعل أكبر بالقضاء علي أكبر عدد ممكن من الجنود والضباط الإسرائيليين.. وماذا حدث بعد ذلك؟

أحضرت دفتر الأحوال المدون به رصد تحركات السيارات القادمة والخارجة إلي مطار النقب الإسرائيلي.. بدأت أحسب إمكانياتي القتالية وإمكانيات العدو، وكنت علي يقين تام بأن عودتي سالما شبه معدومة، غير أن الظروف ساعدتني في تنفيذ خطتي ففي أثناء خدمتي في الحراسات الخاصة كنت واحدا من القلائل الذين يدخلون مركز تجمع المعلومات الذي يضم «ماكيت» كبيرا عن منطقة مطار رأس النقب ومفاعل ديمون.. جمعت أكبر قدر من المعلومات وأصبح أمامي خمسة أهداف هي خمسة أتوبيسات محملة بالجنود والضباط الإسرائيلين..

ويضيف: الله سبحانه وتعالي هيأ لي القيام بالعملية، ففي فترة الحراسات كنت أتدرب تدريبا خاصا علي الإغارة وحراسة الشخصيات ما ساعدني كثيرا في إنجاز مهمتي.. قمت بتجهيز 15 خزنة ذخيرة كل خزنة تحتوي علي 30 طلقة وأصبح معي حوالي 450 طلقة تزن 35 كيلوجراماً.. ويواصل البطل..

وحين جاء وقت تنفيذ العملية اخترت مكانا مميزا لمقابلة الهدف لتنفيذ مهمتي وكان الأمر صعبا في البداية لوجود ست سيارات دورية لتأمين هؤلاء الجنود والضباط غير أربع دوريات أخري تأتي من العمق..

أخذت وضع الاستعداد للهجوم وتمركزت في مكان يمكنني من حصارهم فيما يسمي «قفلة الكمين»..وظهرت سيارة تويوتا قادمة من مطار رأس النقب فأطلقت النار علي السائق فمات في الحال، بعدها جاءت السيارة الثانية وهي تابعة للجيش الإسرائيلي فأطلقت النار عليها وقمت بقتل السائق الآخر وكان برتبة عميد، ثم جاءت السيارة الثالثة محملة بالفنيين والجنود وكان عددهم كبيرا..هنا تذكرت قول الله تعالي «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي» حيث صوبت علي السيارة فقتلت السائق.. وعندما ظهرت السيارة الرابعة جاءتني فكرة.. أخفيت بندقيتي وراء ظهري وأظهرت نفسي في وضع المصاب واستخدمت السيارات الثلاث في الإيحاء بوجود حادث طريق وبدأت أشير بيدي للسيارة الرابعة حتي توقفت علي بعد 35 مترا فقمت بإطلاق النار علي السائق ثم أطلقت النار علي اثنين من الطيارين أحدهما برتبة مقدم إضافة إلي ضابطين اخرين، لكن أحد أفراد القوة أطلق النار علي فأصابني في رأسي إصابة طفيفة، وزادتني الدماء حماسا،ثم فوجئت بإطلاق النار من ثمانية جنود ضدي فقمت بالتنشين عليهم وقتلتهم إلا واحدا فر هاربا وهو يصيح بالعبرية «مخابل» أي مجنون، ثم جاءت السيارة الخامسة والأخيرة، وكانت محملة بخمسة أفراد قمت بقتل ثلاثة من بينهم العسكري الذي مسح حذاءه بعلم

مصر وكان هو السائق، بينما فر اثنان.

شعرت بتعب وإرهاق شديدين وفكرت في العودة إلي الحدود المصرية وتمنيت أن أموت داخل حدود بلدي وأثناء سقوطي طاردني اثنان من الجنود الاسرائيلين وأخذت في تبادل إطلاق النار معهما واستمر هذا الوضع إلي أن وصلت إلي داخل الحدود المصرية، لأفاجأ بهليكوبتر إسرائيلية تحوم فوقي لكن الله كان معي فاختبأت داخل الوادي بين الصخور وبالفعل لم تستطيع الهيلكوبتر ملاحقتي بفضل الله، وجريت حوالي 15 كيلو باتجاه مشروع الطريق الدولي بين العريش وطابا ولحظة خروجي فوجئت بسيارة نقل تابعة للمشروع.. وطلبت من السائق توصيلي إلي مقر الشركة المنفذة للمشروع فوافق.. وقمت هناك بكتابة خطاب لوالدي ووالدتي أطلب منهم أن يسامحوني ويحتسبوني شهيدا عند الله.. ثم حضر متعهد سيارات الشركة وطلبت منه أن يوصلني إلي المنطقة المركزية ودخلت علي القائد وسلمت له باقي خزن الطلقات وقلت له أنا تحت أمركم لكنه رد عليا برد لن أنساه طيلة حياتي قائلا «ده إحنا اللي تحت أمرك» ثم أمر بإحضار طبيب لمعالجتي.

أيمن يقول إنه تعرض لمحاولتي اغتيال في السجن بعد المحاكمة لكن الله نجاه منهما..ويضيف: أثناء سجني حدثت واقعة قيام أحد الجنود الإسرائليين بقتل ثلاثة جنود وضابط مصري علي الحدود المصرية وكل اللي حصل للعسكري الإسرائيلي إيقاف عن العمل لمدة شهرين فقط مع إيقاف التنفيذ ثم قام هذا الجندي برفع قضية علي الجيش الإسرائيلي حصل بها علي تعويض مليون دولار، ما أصابني بالضيق والاكتئاب.

يعلق أيمن علي فترة سجنه بأنه كان «معزز مكرم» ويضيف: لكن للأسف بعد خروجي تبدل الحال وأصبحت بلا عمل لأن شهادة الجيش مكتوب فيها «أرباب سوابق» فضلا عن مطاردة أمن الدولة وتعذيبي لكي أعترف بأنني أنتمي للجماعات الإسلامية، حيث قال لي ضابط المباحث «الزقازيق لا تسعني أنا وأنت لازم واحد فينا يمشي».. وبالفعل قمت بترك البلد وسافرت إلي كفر الشيخ ثم إلي توشكي لكي أعمل ولكني لم أوفق فعدت إلي بلدتي واشتغلت في عدة مهن لكن للأسف ضباط أمن الدولة لم يتركوني لحالي.

يضيف أيمن: الشيء الوحيد الذي أثر في هو قيام أمن الدولة بإلقاء القبض علي أخي الأصغر وتلفيق تهمة انتمائه للجماعات الإسلامية وسجنه 13 عاما دون ذنب.

هو يؤكد أن عصر مبارك كان ظلما وذلا وانكسارا كما كان مثالا علي التبعية لأمريكا وإسرائيل.. ويقول: بعد ظهوري علي إحدي الفضائيات شاهدني المشير طنطاوي وكان رد فعله سريعا،وطلب من رئيس مجلس الدولة بحث حالتي وتعييني، وبالفعل تم تعييني في المجلس وتغيير بطاقتي الشخصية من «لا يعمل» إلي موظف بمجلس الدولة.