عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاجر في خصومته .. ودود في تملقه

إستعاد يوسف القرضاوي بعضاً من ذاكرته الممسوحة ، ضغط على زر "تحديث وتنشيط" ، واسترجع المعلومات التي كانت ذات يوم مخزنة في عقله وفؤاده وقذف بها إلى ملفات الإلغاء والتخزين في الفص المعطل من نزاهته وصدقه !!

تذكر يوسف القرضاوي اليوم أن دول الخليج أكرمته وقدرته ومنحته أكبر الجوائز لديها ، هكذا قال في حديث لصحيفة الشرق القطرية ، وتذكر أيضاً أنه يعرف كل ملوك وأمراء دول مجلس التعاون ، وأن الإمارات فتحت له محطتها التلفزيونية لمدة ثلاث سنوات ، تذكر كل ذلك اليوم ، وهو يدعي بأن ما قاله ضد تلك الدول كان من باب النصيحة ، فهو عالم دين كما يعتقد ، ويملك حق المناصحة والتنبيه والتوجيه والخوف على من يحب ، صحيح ، نسيت أن أقول لكم إنه قال "أنني أحب كل بلاد الخليج ، وكلها تحبني" ، ويا سبحان الله ، سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ، كل هذا الود من أين جاء ، إنه هو يوسف القرضاوي ، هو نفسه ، ذلك الذي قال بأنه سيجيش الجيوش ضد أي دولة خليجية تواجه الإخوان ، وهو الذي قال بأن الإمارات تحارب كل حكم إسلامي ، وأن السعودية تعادي  "أهل الدعوة" ، والدعوة عنده يجب أن تكون إخوانية وهو الذي هدد وتوعد بخطبه التي ستهز العروش في دول الخليج !!
نحن من نصح القرضاوي ، والقرضاوي لم ينصحنا ، بل هددنا ، وتوعدنا ، منذ ذلك اليوم الذي تربع فيه تنظيمه على مقاعد مجلس الشعب المصري ، يوم أن كسبوا الأغلبية ، ثم توالت السيطرة في تونس ومجلسها التأسيسي ، وفي الرئاسة المصرية ، وفي القذف بالشعب السوري في أتون نار

الذبح الإخواني ، والدفع بخلايا ليبيا إلى الواجهة ، منذ تلك الأيام ، أي ما بعد مارس 2012 ، أصبح يوسف القرضاوي "فاجراً في خصومته" ، لم يردعه حديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، ولم يسمع صوت العقل الذي أوصل إليه النصح بعدم الاندفاع خلف الانتصارات الوهمية لتنظيمه ألإقصائي الفئوي والعنصري وعدم الجحود ، ولكنه لم يسمع النصيحة ، ويأتي اليوم ، بعد أن ضاقت في وجهه السبل ، وأحس بقرب نهاية التسلق الإخواني على ظهور الشعوب العربية ويدعي بأنه كان ينصح ، كيف هذا ؟!!
لا تظنوا أن القرضاوي قد عاد إلى رشده ، انها فقط ثقافة الإخوان ، تعاليم مدرسة النفاق ، وما تصريحه اليوم سوى انحناء للعاصفة التي هبت في وجهه ووجه كل الذين ساندوه من رجال أشداء مؤمنون بأنهم على حق وإنه على باطل ، ومخطئ هو ومن معه إذا ظنوا بأن ما تراكم على ظهورهم من أرواح أزهقت ودماء أريقت وبلاد خربت يمكن أن يمحى أو يسقط بمجرد انهم استرجعوا بعضاً من ذاكرتهم المغيبة ، فهذه الذكرى أو هذا التذكر يحسب عليهم وليس لهم .