عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صالح سليمان عبدالعظيم يكتب: بلطجة الإخوان في الجامعات المصرية

صالح سليمان عبدالعظيم
صالح سليمان عبدالعظيم

لم تشهد الجامعات المصرية عبر تاريخها الطويل، هذا الكم الهائل من المظاهرات العنيفة التي تصل حد البلطجة والرغبة الدفينة في تعطيل العملية التعليمية،

وحرق المنشآت وتخريبها. ففي أحلك الأوقات التي مرت بمصر، وعلى رأسها هزيمة الخامس من يونيو، اتسمت مظاهرات مئات الآلاف من طلبة الجامعات المصرية بالوعى بطبيعة المرحلة والقضايا التي يتم التظاهر من أجلها، وبسلمية هذه المظاهرات والحفاظ على سلامة البشر والحجر.

لم تكن التوجهات الضيقة هي الحافز وراء اندلاع هذه المظاهرات، بقدر ما اتسمت بالنزعة الوطنية التي تضع القضايا القومية في صدارة الأهداف، بغض النظر عن اختلاف التوجهات السياسية والأيديولوجية. لذلك فقد ضغطت هذه المظاهرات على نظام عبد الناصر، من أجل الإسراع في حرب الاستنزاف وإرهاق العدو، كما أنها ضغطت على خلفه السادات في مواصلة ما بدأه عبد الناصر، وهو ما انتهى بحرب أكتوبر والنتائج المختلفة المرتبطة بها.

ورغم أن الطلبة لا يعبرون عن تيار سياسي معين، ورغم ارتباط أفكارهم بفترات الدراسة الجامعية، إلا أنهم يمثلون دائما قوة حقيقية في التأثير على صانع القرار السياسي، وتوجيهه الوجهة المعبرة عن توجهاتهم، والتي تأتي غالبا معبرة عن المصالح القومية الشعبية العامة.

وعلى العكس من ذلك، فإن ما تشهده مصر منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، وما صاحبها من تغييرات مختلفة مرتبطة بأحداث الثلاثين من يونيو، أدى إلى ظهور نوعية جديدة من الطلبة لا يمكن فصلها عن توجهات جماعة الإخوان والأفكار المرتبطة بها. ورغم ما يروج له البعض من أن هذه النوعية من الطلبة تنتمي لعموم الطلبة في مصر، فإن الملاحظ أنهم ينتمون لفصيل الإخوان، وغيره من التيارات الدينية الأخرى وثيقة الصلة به.

وإذا كان يحق لأي تيار سياسي الإعلان عن توجهاته المختلفة والتظاهر باسمها، فإنه لا يحق له أن يحيل مظاهراته إلى وسيلة للتخريب والتدمير والإرهاق اليومي لعموم المصريين. وهو أمر بدا واضحا من خلال مظاهرات هذه الأيام. فهذه المظاهرات لا تراعي المصلحة العامة المرتبطة بالواقع المصري الحالي، كما أنها لا تضع في الحسبان المخاطر العنيفة شبه اليومية التي يتعرض لها باقي الطلبة، بل والمواطنين العاديين المحيطين بالجامعات المصرية. فهذه المظاهرات لا تخلو في الأغلب الأعم من عنف هائل من قبل هؤلاء الطلبة، يتمثل في العديد من المظاهر والإجراءات.

تأتي في صدارتها الرغبة في تعطيل الدراسة، وهو أهم أهداف هذه النوعية من المتظاهرين الجدد. فالخروج اليومي في المظاهرات يهدف إلى شل عملية التدريس، وإلقاء الرعب والخوف في باقي الطلبة، الأمر الذي يتمخض عنه في النهاية إلغاء التدريس ومن ثم الامتحانات.

وفي ضوء عدم تحقق تلك الرغبة الكريهة من قبل هؤلاء الطلبة، رغم ما تمخض عنه ذلك من تقليل كبير لأسابيع

الدراسة وما ارتبط به من خلل كبير، فإن الهدف الثاني الذي تسعى هذه المظاهرات الشريرة إلى تحقيقه، هو إشاعة أجواء واسعة من الدمار والتخريب، تتمثل في حرق المدرجات واقتحام البوابات وتكسيرها، والهجوم على مكاتب العمداء وتدمير محتوياتها. يرتبط ذلك أيضا بتدمير المنشآت الخاصة، وعلى رأسها سيارات أعضاء هيئة التدريس والموظفين وغيرهم من العاملين في الجامعة.

وفي ضوء اصطدام تلك الرغبة الشريرة مع إرادة باقي الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة، في الإصرار على مواصلة العملية الدراسية، وإنهاء الفصل الدراسي والامتحانات المرتبطة به، يتحول هؤلاء إلى إشاعة الفوضى في الفضاء المحيط بالجامعات..

حيث الخروج إلى الشوارع المحيطة بها، والعمل على إشاعة أجواء من الخوف وتعطيل حركة المرور وإرهاق المواطنين العاديين، الذين تتوقف أرزاقهم على الخدمات المقدمة للطلبة من مطاعم ومكاتب تصوير وغيرها. وكما هو واضح، فإن الهدف المخيف لهذه النوعية الفاسدة من الطلبة، يتمثل في إيقاف الحياة اليومية للمصريين، ومن ثم الدفع بمصر ببطء وبتخطيط عدواني سافر، إلى السقوط تعليميا واقتصاديا وسياسيا.

من أسف أنه بعد محاصرة الإخوان في الشارع المصري، سواء من قبل رجال الشرطة أو الجيش أو من قبل المواطنين العاديين، فإن المسرح الأخير الباقي لهم، هو حرم الجامعات المصرية، الذي يسعون لفرض هيمنتهم عليه من خلال حالة البلطجة التي يمارسونها تجاه باقي الطلبة، ومن خلال حالة الفوضى التي يسعون إلى بثها ونشرها.

إننا أمام نوعية جديدة من الطلبة الذين يدلسون علينا بحقوق التظاهر والتعبير عن الرأي، بينما هم ينفذون أجندات ضيقة، خاصة بمن يمولونهم ويسعون من ورائهم إلى التأكيد على وجودهم، بغض النظر عما ينجم عن ذلك من إزهاق للأرواح، وتدمير للمنشآت وتخريب للجامعات. حمى الله مصر وجامعاتها، ووقاها بلطجة هذه النوعية من الطلبة!
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية