ما بيننا وبين ليبيا!
لم تكن العمالة المصرية «هانئة» بالاستقرار ولا الأمن في ليبيا في أي يوم من الأيام!، بل كانت هذه العمالة المصرية ترتبط أوضاعها هناك بالحالة المزاجية
لزعيم البلاد الأوحد «معمر القذافي» رحمه الله!، فقد كانت هذه الحالة المزاجية للزعيم تعكس تقلباتها علي وجود العمالة المصرية وتزايد أعدادها في ليبيا، وكانت تقلبات السياسة الليبية تجاه العمالة الوافدة لا تتيح أدني شعور بالاستقرار وهي تفاجأ كل يوم بارتفاع نداء «توفيق الأوضاع» وهو الحق الذي كان يراد به باطل دائماً!، فقد كان يعني «توفيق الأوضاع» الحصول علي أوراق رسمية جديدة، واستصدار تراخيص مطلوبة، وعدم السماح بالتحويلات المالية للعاملين الأجانب هناك إلي خارج ليبيا، حيث كانت العمالة الأجنبية إذا ضبطت لها أموال زائدة عن المقرر الذي حددته الدولة تواجه بجريمة تهريب قاسية العقوبة التي تغلظها الحكومة هناك من حين إلي آخر!، وكانت هذه التطورات المتقلبة يصاحبها تعسف واضح من أصحاب الأعمال الليبيين وضمن هذه الجهات الحكومية المختلفة!، وكان علي مصر في كل الأوقات أن «تدلل» «الزعيم الأوحد» في كل ما يبديه من ممارسات مهما اتسمت بالعدوانية الشديدة تجاه العمالة المصرية!، وكانت مصر تسارع إلي الاستنجاد بأحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية للتدخل في أي أزمة ناشئة عن شذوذ مفاجآت ممارسات الزعيم!، وكان الأمر يقتضي في بعض الأحيان إيفاد السيد صفوت الشريف الرئيس الأسبق لمجلس الشوري في نظام الرئيس السابق حسني مبارك إلي لقاء الزعيم في ليبيا!، حتي يعود إلي القاهرة بعد أن جري استرضاء الزعيم فألغي ما استجد من سياساته تجاه العمالة المصرية!، لتعود هذه العمالة إلي سابق ممارساتها في السفر إلي ليبيا بالطريق البري دون أن تشغل نفسها كثيراً بالتأكد من أن ما تحمله من أوراق يتمشي مع تعليمات السلطات الليبية!، ومع مرور الوقت نشأت ـ كالعادة في مصر ـ فئة سماسرة التسفير إلي خارج مصر بأوراق مزورة تجعل المصريين المسافرين إلي هناك يتعرضون للإهانات البالغة والتعذيب حتي يتم ترحيلهم مرة أخري إلي مصر!.
وفي الجعبة الكثير مما تراكم عندي بعد أن أطيح بحكم القذافي ليبيا!، لتتحول ليبيا إلي ساحة فوضوية مسلحة!، والكراهية التي