ويسألونك عن البطل الحقيقي!
أرادوا لنا القهر والحزن، ولكنَّ الله خيب ظنونهم، رغبوا وحلموا أن تقسمنا الأحزان والآلام على أرواح إخوتنا وأبنائنا، الذين استشهدوا بأيدى الغدر والخسة والخيانة، لكننا صنعنا من كل شهيد أيقونة محبة لهذا الوطن، واسألوا والد أحد شهداء رفح فى المجزرة الأخيرة حين قال للفريق السيسي
: «ابنى فدا البلد وأنا وابنى التانى فداك وفدا بلدنا وأنت فوق رأسنا يا سيادة الرئيس. حبس «السيسي» دموعه وقبّل رأس الرجل وقال له ماتقولش كده، احنا اللى فداكم وفدا الشعب كله، هذا مثال واحد على الثبات والإصرار في مواجهة الإرهابيين لتطهير الوطن، الحزن لم ينل من عزائمنا بل أصبحت أقوى وأعمق، فعزيمة شعبنا الجبار لا تهزها جرائم الجبناء، بل إنها تولد بعد كل واقعة، أكثر إيمانا بتقديم الأرواح والدماء والأبناء وكل ثمين من أجل أن يعود ويتطهر الوطن وأرادوا الغدر بالوطن كله لصالح وهم اسمه الخلافة أو «طعم» وضعته لهم القوى الخارجية لتحقيق أمن إسرائيل، لكن إرادة الجماهير التى رأت فى نداء قائد قواتها المسلحة الوطنية، ليس مجرد استنهاض وطنى بل هو شفرة روحية لحضارة هذا البلد، لذا فإن فشل جماعة الإخوان فى تنفيذ مخطط سادتهم من الصهاينة والأمريكان، للسيطرة على مصر وإخضاع شعبها، صنع منه الشعب صفعة قوية للجماعة ومخططها الماسونى العالمى، وشلّ رغبتها في استخدام مصر بموقعها وعمقها الجغرافى والحضارى والثقافى، ما جعل هذه الجماعة وأذنابها يواجهون مصيرا مجهولا إن لم يكن مظلما فخسائرها على المستوى الشعبي واضحة للعيان، ويكفى أن ترى أن جموع الشعب فى أى مدينة هم الذين يواجهون مظاهراتهم التخريبية.
ولا يفوت عاقل هنا، أن يدرك أن غباء الجماعة ومكتب إرشادها وضعفها السياسى، انطبع كلاهما بشكل أو بآخر على أذهان بعض الفلول التابعين لها ومن لف لفهم من السلفيين والمنتمين عاطفيا الى التيار الإسلامي فى شكله السياسي لا فى جوهره الدينى، فهؤلاء وأولئك بعيدون كل البعد عن جوهر الدين وروحانيته، إنما يحاولون استخدامه كستار لتحقيق أطماع سياسية، ويا ليتها أطماعهم «هم وحدهم» فى حقيقتها، ولكنهم بكل أسف ينفذون أجندات المخططات الاستعمارية دون أن يدروا أو بدراية، بعد أن تم إغراؤهم بجزرة الحكم وبريق صولجانه ليمر من خلالهم، من خططوا لتدمير أكبر الجيوش العربية المواجهة لإسرائيل لقد اتضح بما لا يدعو مجالا للشك، أنها جماعات وحركات لا تسعى إلا للسلطة والهيمنة بدليل تنكرها لكل ما وعدت به الشعب من حرية وعدالة، إضافة الى أنها سرعان ما تناست سماحة الإسلام وتعاليمه الحقيقية لتكون الواجهة السيئة له بالتعاون مع أعداء الأمة ومحاولات الاستقواء بأمريكا والغرب لضرب الجيش المصري. على مدى عام حكمت فيه الجماعة مصر شكليا، وكانت باترسون السفيرة الأمريكية والتنظيم الدولى هما الحاكمين فعليا، وقبله حوالى عام ونصف العام هما