رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الاحتباس الحراري والانقلاب الشتوي.. كيف تؤثر التغيرات المناخية على كوكبنا؟

 الانقلاب الشتوي
الانقلاب الشتوي

يترقب العالم في  اليوم الأحد الموافق21 ديسمبر من كل عام حدثًا فلكيًا بارزًا، هو الانقلاب الشتوي، الذي يمثل نقطة التحول في حركة الأرض حول الشمس. في هذا اليوم، يشهد نصف الكرة الشمالي أطول ليل وأقصر نهار في السنة، وهو ظاهرة فلكية تتكرر بشكل ثابت دون علاقة مباشرة بالطقس اليومي أو الأسبوعي.

 مع تزايد الاهتمام بالتغيرات المناخية، يلاحظ العلماء أن هذا الحدث الفلكي يحدث في وقت تتزايد فيه الآثار السلبية للاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي تعصف بالعالم، من ارتفاع درجات الحرارة في مناطق كانت تعرف بمناخها المعتدل إلى تساقط الثلوج في مناطق صحراوية، مثلما حدث في دول الخليج العربي.

 الانقلاب الشتوي

 أكد الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الانقلاب الشتوي يعد حدثًا فلكيًا ثابتًا يتكرر في 21 ديسمبر من كل عام، وهو يرتبط بحركة الأرض حول الشمس وميل محورها، موضحا أن الانقلاب الشتوي يسبب ميل أشعة الشمس على نصف الكرة الشمالي، ما يؤدي إلى البرودة، حيث تختلف زاوية السقوط بسبب ميل المحور الأرضي.

ومن جانبه، أشار الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، إلى أن الاحترار العالمي قد تسبب في ذوبان جزئي للقطبين الشمالي والجنوبي، ما أسفر عن ارتفاع منسوب البحار وتهديد العديد من الجزر بالغرق.

 يشهد نصف الكرة الشمالي حدثًا فلكيًا هو الانقلاب الشتوي، الذي يحدث نتيجة ميل محور الأرض بنسبة 23.5 درجة حول الشمس. هذا الحدث يتسبب في أطول ليل وأقصر نهار في السنة، حيث تبدأ أيام الشتاء بالاستمرار في التناقص تدريجيًا حتى يبدأ النهار في الطول تدريجيًا من هذا التاريخ إلى أن يصل إلى الاعتدال الربيعي، حيث يتساوى الليل والنهار.

ووفقًا للدكتور أشرف شاكر، فإن هذا التغير الفلكي لا يرتبط مباشرة بالطقس اليومي أو الأسبوعي، بل هو جزء من دورة فلكية ثابتة تقود إلى التغيرات الموسمية. يشير شاكر إلى أن الأرض تدور حول الشمس في مدار غير دائري، وبالتالي فإن الأشعة الشمسية تسقط مائلة على نصف الكرة الشمالي خلال هذا الوقت، ما يؤدي إلى الشعور بالبرودة. وهذا التغير هو جزء طبيعي من الفصول، ولا يجب أن يُربط بتقلبات الطقس القصيرة.

الاحترار العالمي:

ومع ذلك، فإن الحديث عن الانقلاب الشتوي يتقاطع مع ما يعيشه العالم من تغيرات مناخية غير مسبوقة. الدكتور مجدي علام أكد أن ظاهرة الاحترار العالمي تسير بوتيرة متسارعة بسبب الأنشطة الصناعية والملوثات الناتجة عنها. 

وقال علام إن ذوبان الجليد في القطبين قد أسفر عن تغييرات مناخية قاسية، حيث ارتفع منسوب المياه، ما هدد العديد من الجزر الصغيرة بالغرق. كما أشار إلى أن بعض المناطق التي كانت تُعرف بمناخها المعتدل، مثل دول الخليج العربي، شهدت ظواهر جوية غير معتادة مثل تساقط الثلوج والأعاصير، ما يوضح حجم التأثيرات التي أصبح يشهدها المناخ في أماكن لم تكن لتتوقعها.

وبحسب علام، فإن الملوثات الصناعية أصبحت تشكل أكبر تهديد للبيئة، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة للحد من الانبعاثات الضارة، فإن الواقع المناخي الجديد سيؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق قد تشمل الكوارث البيئية. 

وأضاف أن ذوبان 4 سنتيمترات فقط من الجليد يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المناخية العنيفة، مؤكدًا أن التحولات المناخية ستكون أكثر وضوحًا في المستقبل القريب.