رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

استخدام الذكاء الإصطناعي في المحتوى العلمي ثم انسبه لنفسي.. ما الحكم؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مع التوسع المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وتصاعد استخدامه في البحث العلمي وصناعة المحتوى، طال السؤال الفقهاء حول مدى جواز استخدام هذه التقنية في إنشاء الأبحاث العلمية ونسبتها إلى النفس، وفي هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية موقفها الشرعي، مؤكدة أن استخدام الذكاء الاصطناعي له ضوابط واضحة ينبغي على الباحث الالتزام بها.

 

أداة متقدمة لخدمة الإنسان

يشهد العالم اليوم طفرة تقنية هائلة، يتصدرها الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تمكين أجهزة الكمبيوتر من تنفيذ مهام كانت في السابق حكراً على العقل البشري، من خلال محاكاة السلوك الذكي للإنسان، ويبرز للذكاء الاصطناعي هدفان رئيسيان:

هدف تكنولوجي: توظيف أجهزة الكمبيوتر في إنجاز مهام مفيدة، أحيانًا بأساليب تختلف عن طرق العقل البشري.

هدف علمي: استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الإجابة عن أسئلة تتعلق بالإنسان والكائنات الحية الأخرى، مما يسرع من البحث العلمي ويتيح توليد معلومات جديدة.

المصادر التي ناقشت هذا التطور تؤكد أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا غنى عنها في العصر الحديث، شريطة أن يتم التعامل معه بوعي ومسؤولية علمية وأخلاقية.

 

استخدام الذكاء الاصطناعي

أكدت دار الإفتاء أن الأصل في المنافع الإباحة، وفي المضار المنع، ما لم يرد دليل شرعي يحرم استخدام الشيء. وهذا ما استُدل به من نصوص القرآن والسنة، وأقوال الفقهاء الكبار مثل العلامة بدر الدين الزركشي والملا علي القاري، حيث أشير إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة، والتحريم استثناء.

وتوضح الفتاوى أن استخدام أي تقنية جديدة، ومنها الذكاء الاصطناعي، يكون مباحًا ما دام وسيلة لتحقيق هدف مشروع، بينما يصبح محرّمًا إذا كانت الوسيلة تؤدي إلى ما يُنهى عنه شرعًا.

 

الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى العلمي

تنقسم أحكام استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى العلمي إلى حالتين:

استخدامه كأداة مساعدة:
إذا اقتصر دور الذكاء الاصطناعي على جمع المعلومات والمساعدة في البحث، وأعاد الباحث صياغتها، وتحقق من صحتها، ونسبها إلى أصحابها، ونظمها، فإن استخدامه هنا مباح شرعًا، ويعتبر الباحث المساهم الرئيسي في الإنتاج العلمي.

استخدامه لإنتاج المحتوى كاملاً ونسبه إلى النفس:
إذا تولى الذكاء الاصطناعي إنشاء البحث كاملاً، ثم نسبه الباحث لنفسه دون بذل الجهد اللازم، فإن ذلك حرام شرعًا، ويعد غشًا وتدليسًا وكذبًا.

هذا الاستخدام يضر بالذهن البشري، ويعطل الباحث عن أداء دوره العلمي، كما يفتح المجال للسرقة العلمية ونقل معلومات خاطئة قد تضل العامة.

 

أخطار نسب المحتوى العلمي بالكامل إلى النفس

الغش والتدليس: يُظهر الباحث المحتوى وكأنه نتاج عقلي وإبداع شخصي، مما يضلل الآخرين.

ادعاء فضل غير مستحق: يدعي الباحث امتلاك المعرفة أو القدرة التي لم يتحصل عليها، وهو ما حرمه النبي ﷺ بقوله: «من ادَّعَى ما ليس له فليس منَّا».

تعطيل الذهن البشري: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي يحول الباحث إلى مجرد ناقل، دون ممارسة التفكير والتحليل المنهجي.

السرقة العلمية: المحتوى الناتج قد يعتمد على أعمال الآخرين، ما يعرض الباحث لمخالفة حقوق الملكية الفكرية.

نقل معلومات خاطئة: الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ، ونسب نتائج غير دقيقة قد يوقع المجتمع العلمي والعام في التضليل.