نورٌ بين الجمعتين.. الإفتاء توضح حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة من السنن المستحبة التي حثت عليها النصوص الشرعية، ويمكن للمسلم قراءتها في أي وقت من يوم الجمعة وليلتها، سرًا أو جهرًا، فرادى أو جماعة، ما دام ذلك من دون مبالغة أو تكلف.
وأوضحت أن فضل قراءة سورة الكهف ثابتٌ عن النبي ﷺ بما ورد من آثار وأحاديث، منها ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ وَالْأُخْرَى»، وهو حديث استحسنه عدد من العلماء، لما فيه من وعد بالنور والمغفرة بين الجمعتين.
وأشار علماء الفقه إلى أن قراءة سورة الكهف ليست محصورة بوقتٍ معين؛ فقراءتها قبل صلاة الجمعة أو بعدها، أو حتى في الليل السابق لها كلها تدخل في الاستحباب، امتثالًا لسعة ما ورد في النصوص وعدم تقييدها بزمن محدد.
قراءة سورة الكهف في جماعة.. مشروعة ولا حرج فيها:
وبيّنت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من قراءة سورة الكهف في جماعة، سواء في المسجد أو في المنزل، استنادًا إلى عموم النصوص التي تحث على قراءة القرآن وتدارسه، ومنها قوله ﷺ:
«ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».
وأكدت أن الأصل في قراءة القرآن هو الإطلاق، دون تضييق أو تقييد بنوع القراءة أو شكلها، سواء كانت فردية أو جماعية، جهرًا أو سرًا، ما دام ذلك لا يخالف أدب التلاوة ولا يخرج عن حدود الشرع.
الإفتاء تحسم الجدل: القراءة مشروعة.. والمهم هو التدبر والعمل:
وشددت دار الإفتاء على أن المقصود الأعظم من قراءة سورة الكهف وغيرها من سور القرآن هو التدبر والاعتبار والعمل بمضامينها، وليس مجرد الأداء، مؤكدة أن سورة الكهف تحمل من المعاني ما يرسخ الثبات على الدين، والتحذير من الفتن، وإبراز قيمة الإيمان والعلم.
