رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

من السُنن الإلهية الهامة.. ما هى سنة التكامل؟

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن هناك سنة إلهية مهمة، وهي "سنة التكامل"، والتكامل يعني أمورًا كثيرة، منها أن المخلوقات بها نقصٌ جبلي، فيحتاج كل مخلوق إلى باقي المخلوقات في منظومته ليحقق الوظائف التي بها معاشه وسعادته.

سنة التكامل

 

وهناك أيضًا أن الله تعالى تنزَّه عن الاحتياج إلى زوجٍ يُكمله، وتفرّد بالقيومية، وجعل خلقه أزواجًا في ظاهر الأمر يحتاج بعضهم إلى بعض، وفي الباطن هم في فقر دائم وحاجة مستمرة إليه سبحانه، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يس: 36].

وأساس العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان هو التعاون لا العداء، بل إن أساس العلاقة بين الإنسان والكون هو التفاعل والصلاح والتكامل، مما يؤكد ما استقر في عقل المسلم من أن الصراع طارئ، وأن الأساس هو التكامل.

وأوضح جمعة أنه ما دام الأمر كذلك فعلى المسلم مسئولية كبيرة في هذه الأرض، وهي إعادة الاستقرار والسِّلم إليها، وإنهاء حالة الصراع والنزاع؛ فتلك المفاهيم المترتبة على سنة التكامل لو اطّلع عليها من يهاجم الإسلام بغير علم لاعتذر للأمة عن تاريخها وتراثها، ولأهتدى بها في سيره لإصلاح العالم بأسره.

وأضاف من سنة التكامل أيضًا أن يتواضع الإنسان لخالقه سبحانه؛ إذ يدرك نقصه واحتياجه إلى كل ما حوله؛ فهو في حاجة دائمة للهواء للتنفس، وللماء للشرب، وللطعام للأكل، وللنوم، وللسكون، وللدواء، وللزوجة، وللأهل، وللأصدقاء، والله وحده هو الذي يغني الإنسان بتوفير كل ذلك، فيتواضع لعظمة الله، ويتيقن من فقره، ويعلم أنه غير قادر على الاستقلال بعيدًا عن فضل الله.

فوائد سنة التكامل

وأكد الدكتور علي جمعة أن سنة التكامل لها الكثير من الفوائد والمعاني العظيمة تخبرنا بها هذه السنة الإلهية المهمة، مما يجعلها منهجًا متكاملاً للتربية والصلاح وعمارة الأرض وإفشاء السلام.

وقال إن الله تعالى خلق الأكوان مختلفةً في ظاهرها، لكنها متحدة في الهدف والغاية؛ فهذا الخلاف والاختلاف إنما هو للتنوع لا للتضاد؛ فالليل والنهار يشكلان يومًا واحدًا، لكل منهما خصائصه، والذكر والأنثى لكل منهما خصائص ووظائف، والحاكم والمحكوم لكل منهما وظيفة، والغني والفقير كذلك. وأغلب الثنائيات الخَلقية أو القدرية—فالخَلقية كالليل والنهار، والذكر والأنثى، والقدرية كالحاكم والمحكوم والغني والفقير—سمّيناها قدرية لنفرّقها عن الخلقية، وإن كان فيها سعيٌ للإنسان واختيار وكسب، إلا أنها من فضل الله وقدره أيضًا.