"كبار العلماء بالأزهر" يحيي ذكرى الدكتور أحمد معبد عبد الكريم
الدكتور أحمد معبد عبد الكريم.. نشرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، سيرة تعريفية بالعلامة المُحدِّثُ المُطَّلِعُ النَّاقدُ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم.
سيرة الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم
ولد الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم في السَّادسِ منْ نوفمبر عامَ 1939م، المُوافِقِ: الرابعَ والعشرِينَ منْ رمضانَ سنةَ 1358هـ، بقريةِ الشَّيخِ سعدٍ، التَّابعةِ لبلدةِ العجميِّينَ، التَّابعةِ لمركزِ أبشواي، بمحافظةِ الفيُّومِ.
نَشَأَ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم نشأةً علميَّةً؛ حيثُ تُوفِّي والدُه وعُمُرُه ثلاثةُ أشهرٍ، فرُزِقَ بأمٍّ وهبَتْه للعلمِ منذُ نُعومةِ أظفارِه، وصبرَتْ على فِراقِه في سبيل ذلك -رغمَ حاجتِها إليه؛ فقدْ كانَ وحيدًا.
بدأ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم دراستَه في كُتَّابِ القريةِ، فتعلَّمَ القراءةَ والكتابةَ على يدِ خالِه الشَّيخِ عبد الرحمن بن إسماعيل محمد خضرة، ثمَّ حفظَ القرآنَ الكريمَ وهو ابنُ ثلاثةَ عشَرَ سنةً، وتَعلَّمَ قواعدَ الحسابِ والإملاءِ والخطِّ.
والتحقَ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم بالقسمِ الابتدائيِّ بمعهدِ القاهرةِ الدِّينيِّ، وحصلَ منه على الشَّهادةِ الابتدائيَّةِ، ثمَّ الإعداديَّةِ، ثمَّ الثَّانويَّةِ الأزهريَّةِ عامَ 1961م، والتحقَ بكلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ وتخرَّجَ فيها عامَ 1966م.
أخذَ فضيلتُه العِلمَ على كبارِ علماءِ الأزهرِ، ومنْهم: الشَّيخُ العلَّامةُ محمد السماحي، الَّذي قَرَأَ عليه قدرا كبيرا من كتاب «فتح المُغيث» للسَّخاويِّ؛ كما قَرَأَ مِنَ «المجموع» للنَّوويِّ على الشَّيخِ يوسف عبد الرازق، ودَرَسَ على الشَّيخِ عبد الوهاب عبد اللطيف، وعلى العَلَّامةِ مصطفى أمين التازي، والعلَّامةِ عبد الوهاب غزلان، والعلَّامةِ محمد أبو شهبة، والعلَّامةِ السيد أحمد صقر، وغيرهم.
وعُيِّنَ معيدًا بقسمِ الحديثِ وعلومِه بكلِّيَّةِ أصول الدين عام 1972م، وحصلَ على درجةِ التَّخصُّصِ (الماجستير) في الحديثِ وعُلومِه، ثمَّ العالِمِيَّةِ (الدكتوراه) معَ مرتبةِ الشَّرفِ الأولُى، فأصبحَ مُدرِّسًا بقسمِ الحديثِ وعلومِه.
وفي عامِ 1979م أُعِيرَ فضيلتُه إلى المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، حيثُ عملَ أستاذًا مساعدًا بقسمِ السُّنَّةِ وعلومِها بكلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بجامعةِ الإمامِ محمد بن سعود الإسلاميَّةِ بالرِّياضِ، ثمَّ أستاذًا مُشارِكًا بقسمِ السُّنَّةِ وعُلومِها عامَ 1989م، وفي تلكَ الفترةِ انتفعَ وتتلمذَ للشَّيخِ العلَّامةِ عبد الفتاح أبو غدة، وغيرِه.
كما قامَ فضيلتُه بالإشرافِ العلميِّ على كثيرٍ مِنَ الرَّسائلِ العلميَّةِ ومناقشتِها، وكانَ عضوًا في تقويمِ أبحاثِ التَّرقيةِ بعدة جامعات منها: جامعةِ الملكِ سعود بالرِّياضِ، وجامعةِ أمِّ القُرَى بمكَّةَ، وجامعةِ الكويت، وغيرها.
كما شارَكَ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم في تحكيمِ مطبوعاتِ تراثِ الحديثِ وعلومِه وأبحاثِها في مركزِ خدمةِ السُّنَّةِ والسِّيرةِ بالمدينةِ النَّبويَّةِ التَّابعِ للجامعةِ الإسلاميَّةِ، وفي مركزِ البحثِ العلميِّ بجامعةِ أمِّ القُرَى بمكَّةَ، وفي دارِ البحوثِ للدِّراساتِ الإسلاميَّةِ وإحياءِ التُّراثِ في دبـي.
وبعد عودته إلى مصرَ عامَ (1998م) عُيِّن أستاذًا مساعدًا بقسمِ الحديثِ وعلومِه بكلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالزَّقازيقِ، ثم أستاذًا عامَ (2004م)، وفي العامِ نفسِه أصبحَ رئيسًا لقسمِ الحديثِ وعلومِه بالزَّقازيقِ، وهو الآنَ أستاذُ الحديثِ وعلومِه المتفرغ بكلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالقاهرةِ.
اختِيرَ الأستاذُ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم ضمنَ السَّادةِ العلماءِ المُؤسِّسين لهيئةِ كبارِ العلماءِ عندَ عودتِها عامَ (2012م)؛ فقدْ أصبحَ عضوًا في الهيئةِ بقرارِ رئيس الجمهوريَّةِ رقمِ (24) الصَّادرِ في السَّابعِ والعشرِينَ منْ شعبانَ 1433هـ، المُوافِقِ السَّابعَ عَشَرَ منْ يوليو 2012م.
وقدْ حصلَ أحمد معبد عبد الكريم على كثيرٍ مِنَ الإجازاتِ والأسانيدِ، فهو يروي عنْ جماعةٍ، منْهم: محمد ياسين الفاداني، وعبد الله بن الصديق الغماري، ومحمد سعد بدران الدمياطي، وفاطمة الشفاء السنوسية، وغيرُهم.
مؤلفات الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم
هذا وقدْ أثرَى فضيلةُ الأستاذِ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم المكتبةَ الإسلاميَّةَ بمُؤلَّفاتِه القيِّمةِ في الحديثِ وعُلومِه، ومنْها: «الحافظ العراقي وأثره في السنة» وهي رسالةُ فضيلتِه في الدُّكتوراه، تحقيقُ كتابِ «النفح الشذي شرح جامع الترمذي لابن سيد الناس»، «ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرير والتركيب، ودلالة كل منها على حالة الراوي والمروي»، «الحاسب الآلي واستخداماته في مجال السنة النبوية وعلومها بين النشأة والتطور»، «إرشاد القاري إلى النص الراجح لحديث «ويح عمار» في صحيح البخاري، وأثر ذلك في تحقيق معنى الحديث وفقهه»، «سيف بن عمر التميمي وتحقيق الأقوال في حاله وفي درجة مروياته»، «علوم الحديث بين المتقدمين والمتأخرين»، وكتاب دراسات تطبيقية في علم علل الحديث.
وقدْ مدَحَه كثيرٌ منْ أهلِ العلمِ، منْهم الشَّيخُ المُحدِّثُ الدكتور محمود محمد بكَّار؛ حيثُ قالَ عنْ فضيلةِ الشَّيخِ أحمد معبد: «طَبيبُ العِللِ، ومُداوِيها»، وقد مدحه أيضًا العلامة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم بمثل هذا .






