وسط جدل صفقة F35 ومخاوف من التسريب للصين
الثلاثاء.. الرئيس الامريكى يدفع نحو الاتفاقية الابراهيمية مع السعودية
يشكل اللقاء المرتقب بعد غد الثلاثاء أول زيارة لولى العهد السعودى إلى البيت الأبيض منذ اكثر من سبع سنوات ما يضفى على الزيارة طابعاً سياسياً حساسا ويتجاوز إطار البروتوكول المعتاد. وكان الرئيس الامريكى دونالد ترامب قد صرح للصحفيين اثناء توجهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بان اتفاقيات ابراهام ستكون محور المباحثات مع ولى العهد معربا عن أمله بأن تنضم السعودية قريباً إلى هذه الاتفاقيات.
وكشف ترامب انه يدرس طلباً سعودياً لشراء مقاتلات الشبح F35 التى تصنعها شركة لوكهيد مارتن مؤكداً أن الرياض لا تطلب عدداً محدوداً من الطائرات بل ترغب بالاستحواذ على عدد كبير منها. وقال وهو على متن طائرة الرئاسة اثناء رحلته إلى فلوريدا انه ينظر فى الامر اذ طلبت منه السعودية دراسة الصفقة وانهم يريدون شراء طائرات F35 بل المزيد من الطائرات المقاتلة أيضاً.
ويأتى هذا الاعلان قبيل استقبال ترامب لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى البيت الأبيض الاسبوع المقبل وسط توقعات بعقد اتفاقيات اقتصادية ودفاعية واعتبار ترامب أن اللقاء يتجاوز الطابع الرسمى ويمثل تكريما للسعودية. وجدد الرئيس الامريكى تأكيده أن مسار التطبيع عبر اتفاقيات ابراهام سيحتل الصدارة فى النقاشات.
ولم يصدر تعليق فورى من الرياض حول تصريحات ترامب إلا أن المملكة اكدت سابقا أن أى تطبيع محتمل مع اسرائيل مرتبط بقيام دولة فلسطينية واطلاق مسار سياسى جاد يقود إلى هذه النتيجة.
وفى سياق متصل أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن تقريراً استخباراتياً للبنتاجون أثار مخاوف من أن الصفقة قد تمنح الصين فرصة للوصول إلى تكنولوجيا مقاتلات F35 سواء عبر التجسس او من خلال شراكتها الامنية المتنامية مع السعودية. ويؤكد متخصصون أن هذه الصفقة قد تؤثر على التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل فى المنطقة وهى الدولة الوحيدة فى الشرق الاوسط التى تمتلك مقاتلات F35 والتى استخدمتها خلال ضربات جوية على ايران فى اكتوبر 2024 ويونيو 2025.
وتحافظ الولايات المتحدة منذ حرب 1973 على التزامها بضمان تفوق اسرائيل العسكرى للتعامل مع أى تهديد محتمل وهو ما يشكل اساسا لموقف الكونغرس عند دراسة صفقات السلاح فى الشرق الاوسط. وتواجه ادارة ترامب تحديات مشابهة لتلك التى واجهتها ادارة بايدن فى دفع السعودية نحو التطبيع بسبب استمرار التوترات فى الاراضى الفلسطينية والسياسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وتجمع السعودية بالصين علاقات عسكرية تمتد إلى تطوير صواريخ باليستية متقدمة فيما يواصل ولى العهد الضغط على واشنطن لتسهيل برنامج نووى مدنى للمملكة. وتتميز مقاتلات F35 بقدرات متقدمة فى التخفى وتحليل ساحة المعركة وقد ظهرت هذه القدرات بوضوح خلال الحرب الاخيرة التى شنتها اسرائيل على إيران فى حزيران يوليو الماضى.