ارتفاع أسعار ركن السيارات في كأس العالم 2026 يسلط الضوء على أزمة النقل في المدن الأمريكية
أثار تسعير مواقف السيارات لمباريات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة نقاشًا واسعًا حول بنية النقل في المدن المستضيفة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار التي أعلنت عنها الفيفا. حيث تصل تكلفة ركن السيارة لمباراة دور المجموعات إلى 75 دولارًا، ودور الثمانية 125 دولارًا، بينما تبلغ 175 دولارًا قبل النهائي.
ويشير محللون إلى أن هذه الأسعار تكشف عن أزمة بنية تحتية في النقل الجماعي بالمناطق التي ستستضيف البطولة، حيث لا تتوفر بدائل فعالة للوصول إلى الملاعب، ما يجعل الجماهير مجبرة على استخدام السيارات الخاصة ودفع مبالغ إضافية كبيرة. ويأتي هذا في سياق دولي يشهد تركيزًا متزايدًا على تحسين وسائل النقل العام لتقليل الاعتماد على السيارات الشخصية وتقليل الازدحام المروري.
وتشير التقديرات إلى أن جزءًا كبيرًا من الجمهور سيضطر للبحث عن خيارات أخرى مثل سيارات الأجرة أو النقل المشترك، ما قد يزيد الضغط على شبكة الطرق ويؤدي إلى ازدحامات كبيرة في أوقات المباريات. وحتى الآن، لم تتوفر مواقف رسمية في عدة مدن مستضيفة، بما فيها مكسيكو سيتي ونيويورك/نيوجيرسي، مما يرفع من احتمالية وجود تحديات لوجستية كبيرة أمام المشجعين.
هذه المشكلة ليست جديدة، حيث يعتمد النظام الحضري الأمريكي بشكل كبير على السيارات الشخصية، لكن ارتفاع أسعار ركن السيارات لمثل هذه الفعاليات الرياضية الكبرى يسلط الضوء على الحاجة لتطوير حلول مستدامة للنقل. ويطالب خبراء التخطيط الحضري الفيفا والسلطات المحلية بالتعاون لتوفير بدائل مثل النقل الجماعي السريع، أو مواقف سيارات مؤقتة خارج الملاعب مع خدمات نقل داخلي، لضمان راحة الجماهير وتقليل الضغط على البنية التحتية.
كما يعكس هذا الوضع تحديًا أمام الفيفا في موازنة الإيرادات المالية من الخدمات الإضافية، مثل مواقف السيارات، مع تقديم تجربة سلسة ومريحة للجماهير. وقد تكون هذه القضية فرصة للمسؤولين الأمريكيين لإعادة النظر في خطط النقل العام قبل استضافة الحدث الكبير، بما يضمن الوصول الآمن والسلس لعشرات آلاف المشجعين.
في المجمل، تطرح أسعار ركن السيارات العالية تساؤلات حول مستقبل النقل الجماعي في الولايات المتحدة خلال الأحداث الكبرى، وتؤكد الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد تضمن التوازن بين الأرباح من الخدمات الإضافية وراحة الجماهير.