كلام فى الهوا
«كله عند العرب صابون» هو أشهر المقولات التى تعبر عن جهل العرب، وأن العربى لا يستطيع أن يميز بين المفيد والضار، وأنه الشخص الوحيد على الأرض الذى أسقط المعبد على رأسه ورؤوس أعداءه فمات معهم. تلك قصة شمشون. وقد لفت «أبن خلدون» هذه المقولة ذاتها فى العصور الوسطى، وهو المؤرخ وعالم الاجتماع الذى قضى عمره متنقلا بين بلدان العرب فى ذلك الزمن، مما يؤكد أن للقول جذور وأساس، ولكن للأسف مازال الناس يتناولون هذا القول، ويُنسب إليه عبارة أخرى «أينما حل العرب حل الخراب» بغض النظر عن العبارات القاسية التى نسبت للعرب إلا أننا نجدهم مستسلمين وهم الأن يعيشون فى أقسى الأزمات التى مرت عليهم وهى «غطرسة القوة» تجدهم متفرقون يبحث كلاً منهم عن طريق لاستغلال الأزمة وتعظيم دوره لتقوية حكمه لدى شعبه وليس تقويته لمواجهة الخارج. نجدهم لا يعبرون عن حقيقة التصدى لتلك الممارسات غير الأخلاقية المتجذرة فى أعماق الفكر الغربى الذى يُعبر بحروب الإبادة بكافة أشكالها، هم لا يستطيعون الكلام ولا يشعرون بما يشعر به باقى شعوب العالم الأخرى التى تختلف مشاعرهم عن مشاعر العرب البائسة، وسلموا أمورهم لهذه الصورة الذهنية غير الحقيقية بأنهم أمة جاهلة غارقة فى اختلاف عرقى ودينى فيما بينهم، ولا أمل فى استيقاظهم.