العلاقة بين قلة شرب الحليب وهشاشة العظام عند الكبار
الحليب يُعد من أهم المصادر الطبيعية للكالسيوم والبروتين والفيتامينات الأساسية، وهو عنصر غذائي لا غنى عنه لصحة العظام منذ مرحلة الطفولة وحتى سن الشيخوخة، ولكن مع تقدم العمر، يهمل الكثيرون شرب الحليب أو يقللون من استهلاكه، ما قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة أبرزها هشاشة العظام.
هشاشة العظام مرض شائع يصيب الكبار، ويتميز بانخفاض كثافة العظام وزيادة قابليتها للكسر وتُشير الدراسات إلى أن أحد أهم أسباب الإصابة بهذا المرض هو نقص الكالسيوم وفيتامين D في النظام الغذائي، وهما عنصران يتوفران بشكل أساسي في الحليب ومنتجاته.
عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الكالسيوم، يبدأ في سحب هذا المعدن من العظام للحفاظ على وظائفه الحيوية مثل تقلص العضلات ونقل الإشارات العصبية ومع مرور الوقت، تصبح العظام أضعف وأكثر عرضة للتشقق والكسور حتى مع أبسط الحركات.
إلى جانب الكالسيوم، يحتوي الحليب على البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين B12 والريبوفلافين، التي تُساعد في بناء أنسجة العظام والحفاظ على قوتها. كما أن تناول الحليب مع التعرض لأشعة الشمس يضمن حصول الجسم على فيتامين D الضروري لامتصاص الكالسيوم.
الأطباء ينصحون البالغين بتناول كوب إلى كوبين من الحليب يوميًا أو الاعتماد على بدائل مدعمة مثل حليب الصويا أو اللوز للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز. كما يُمكن الحصول على الكالسيوم من مصادر أخرى مثل الجبن، الزبادي، السردين، والبروكلي، لكن الحليب يظل الخيار الأكثر شمولية وسهولة.
من الجدير بالذكر أن قلة شرب الحليب لا تؤثر فقط على العظام، بل قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الأسنان وزيادة احتمالية الإصابة بالكسور بعد سن الخمسين.
في النهاية، شرب الحليب بانتظام أو إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي يُعد استثمارًا طويل الأمد في صحة العظام، ويساعد على الوقاية من هشاشة العظام التي تُعتبر من أكثر الأمراض الصامتة انتشارًا بين كبار السن.