رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

عمرو الليثي: هل انتهى الإعلام التقليدي؟

الإعلامي الدكتور
الإعلامي الدكتور عمرو الليثي

 أكد الإعلامي الدكتور عمرو الليثي أنه  منذ بروز الإنترنت وثورة المنصات الرقمية، تكرر السؤال حول مصير الإعلام التقليدى: الصحف المطبوعة، التليفزيون، والإذاعة.

 وأضاف الليثي، خلال تصريحات صحفية، أن البعض يرى أنه انتهى فعليًا، والبعض الآخر يؤكد أنه لا يزال حاضرًا لكن فى ثوب جديد، الحقيقة أكثر تعقيدًا، إذ يشهد الإعلام التقليدى حالة من التحول لا يمكن وصفها بالانتهاء المطلق ولا بالاستمرارية الكاملة من دون تغيير.

ونستعرض الأسباب في النقاط التالية:

  • تراجع الجمهور أمام زحف الإعلام الرقمى:

 لا شك أن الإعلام التقليدى فقد جانبًا كبيرًا من جمهوره لصالح المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى، التى باتت المصدر الأسرع والأكثر تفاعلية للأخبار، الصحف الورقية على سبيل المثال تراجعت معدلات توزيعها بشكل ملحوظ، خصوصًا بين الأجيال الشابة التى اعتادت الحصول على المعلومات بضغطة زر عبر الهاتف الذكى، كذلك، أصبح التلفزيون والإذاعة أقل جاذبية فى ظل وفرة المحتوى عند الطلب (On-Demand) على المنصات الرقمية.

  • المصداقية لا تزال ورقة رابحة:

 رغم هذا التراجع، لم يفقد الإعلام التقليدى كل أوراقه، فلا يزال يتمتع بمستوى من المصداقية لدى شريحة من الجمهور، خصوصًا كبار السن، أو أولئك الذين يبحثون عن مصادر رسمية وموثوقة، فالتدقيق المهنى والتحرير الصحفى الصارم يمنح الإعلام التقليدى ثقلًا يصعب تعويضه فى فضاء رقمى مفتوح يعجّ بالشائعات والمعلومات المغلوطة.

  • التكامل بدل الصراع:
     الواقع يشير إلى أن الإعلام التقليدى لم يمت، بل يتكامل تدريجيًا مع الإعلام الرقمى، فمعظم القنوات التلفزيونية والصحف الكبرى تمتلك اليوم مواقع إلكترونية وصفحات على منصات التواصل، وتنشر محتواها عبر الوسائط المختلفة، هذا التحول الرقمى أعاد تعريف الإعلام التقليدى، فلم يعد محصورًا فى الورق، أو البث الأرضى، بل صار متعدد القنوات والوسائط.
  • التحديات الاقتصادية:
     أكبر ما يهدد الإعلام التقليدى هو الجانب الاقتصادى، تكلفة الطباعة، التوزيع، والبث عالية مقارنة بتكلفة إنتاج المحتوى الرقمى. ومع انخفاض الإعلانات المطبوعة والإذاعية وانتقالها إلى الإنترنت، يجد الإعلام التقليدى نفسه أمام أزمة تمويل حقيقية. لذلك، لا يمكنه الاستمرار بالصيغة القديمة من دون تبنى نماذج جديدة مثل الاشتراكات الرقمية أو الإعلانات الموجهة عبر المنصات الإلكترونية.
  • مستقبل الإعلام التقليدى:

 المستقبل لا يحمل حكمًا بالإعدام على الإعلام التقليدى، بل حكمًا بالتطور أو الاندثار، سيبقى الإعلام التقليدى قائمًا طالما عرف كيف يتكيف مع التحولات الرقمية، ويستثمر نقاط قوته فى المصداقية والخبرة المؤسسية، فالمطلوب ليس منافسة المنصات الجديدة، بل استثمارها فى نشر المحتوى وزيادة الانتشار.

الخاتمة…

 واختتم حديثه قائلًا: "إذًا، الإعلام التقليدى لم ينتهِ بعد، لكنه لم يعد كما كان، هو فى مرحلة انتقالية تتطلب إعادة ابتكار واستثمارًا فى التكنولوجيا ليواكب العصر، قد يتراجع حضوره الكمى أمام الإعلام الرقمى، لكنه سيظل محتفظًا بدور نوعى فى صناعة الرأى العام، لا سيما فى القضايا الكبرى التى تحتاج إلى مصادر موثوقة.