رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

حبّة واحدة يوميًا تعيدك سنوات إلى الوراء: مكمل غذائي يحوي سر الشباب الأبدي

مكمل غذائي
مكمل غذائي

في عالم يبحث فيه الجميع عن إكسير الحياة، يبرز مكمل غذائي يُباع في رفوف الصيدليات بسعر لا يتجاوز الجنيه الإسترليني الواحد يوميًا كمرشح واعد لتأخير الشيخوخة، وربما قلب عقارب العمر إلى الوراء. 

ويعرف هذا المكمل باسم نيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد (NMN)، ويثير الآن جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والصحية، بين متفائلين بمستقبل "حبة مضادة للشيخوخة" وبين باحثين يحذرون من التسرع

تباع عبوة NMN التي تحتوي على 30 كبسولة مقابل 34 جنيهًا إسترلينيًا في متاجر كبرى مثل Boots، ويزعم مؤيدوها أنها تساهم في رفع مستويات الطاقة، وتحسين التمثيل الغذائي، ودعم صحة الدماغ، لكن الادعاء الأبرز الذي يثير الحماسة هو قدرتها المفترضة على تقليل عقود من عمر الخلايا

ما يعزز هذه المزاعم أن المكمل يتحول داخل الجسم إلى مركب NAD الضروري لحياة كل خلية، والذي ينخفض مستواه بشكل حاد مع التقدم في العمر، مسببًا ضعفًا في دفاعات الجسم ضد الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل السكري وألزهايمر وأمراض القلب

مشاهير يدعمونها.. والعلماء يحذرون

رائد الأعمال والخبير البيولوجي برايان جونسون، البالغ من العمر 47 عامًا والذي يشتهر بجسد شاب في الثلاثينيات، يدمج NMN ضمن روتينه الصارم لمحاربة التقدم في السن. كذلك، يصف الدكتور بول بانويل، خبير الشيخوخة في ساسكس، هذا المكمل بأنه "أداة فعالة لتقليل العمر البيولوجي"، ويضيف: "أنا شخصيًا أتناول مركبات تحتوي على منشطات السيرتوين لتعزيز مستويات NAD"

من جهة أخرى، تحذر أصوات علمية من الإفراط في التفاؤل. الدكتورة كاثي سلاك من جامعة وارويك توضح أن معظم الدراسات التي تدعم هذه المزاعم أجريت على الفئران أو خلايا في المختبر، وتؤكد: "نحن بحاجة إلى تجارب بشرية أطول وأفضل تصميمًا لفهم الجرعات الآمنة والآثار بعيدة المدى"

نتائج واعدة.. لكن غير حاسمة

تشير بعض التجارب البشرية الصغيرة إلى نتائج إيجابية، منها دراسة عام 2021 على عدائين أظهرت تحسنًا في القدرة الهوائية، وأخرى عام 2022 لاحظت تأثيرًا على استجابة العضلات لدى كبار السن. لكن هذه النتائج لا تزال في بداياتها ولا ترقى إلى إثبات قاطع

في المقابل، دراسات على الفئران وجدت أن عضلاتها بدأت تتصرف كما لو كانت أصغر بعقود بعد أسبوع واحد فقط من تناول NMN، وهو ما يدفع علماء مثل د. ديفيد سنكلير من هارفارد للتأكيد على إمكاناته المثيرة، مع التحذير في الوقت نفسه من إسقاط النتائج الحيوانية مباشرة على البشر

بينما يروج البعض لـ NMN كقلب للساعة البيولوجية، لا يزال العلم ينظر بحذر. يرى الأطباء أن تحسين النوم، وممارسة الرياضة، والتغذية الصحية تبقى أكثر العوامل المضمونة لمقاومة الشيخوخة

ومع استمرار التجارب السريرية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيكون NMN مجرد مكمل آخر في سباق مكافحة الزمن؟ أم أنه بداية حقبة جديدة من الطب المضاد للشيخوخة؟ العلم وحده من سيجيب.