المنوفي:الاكتفاء الذاتي من الغذاء ضرورة أمن قومي والدولة مهدت الطريق للقطاع الخاص

صرّح حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن قطاع المواد الغذائية في مصر يشهد تطورًا غير مسبوق، مدعومًا بتوجيهات واضحة من القيادة السياسية، التي أولت اهتمامًا بالغًا بتسهيل إجراءات الإفراج الجمركي عن السلع ومستلزمات الإنتاج، بما يساهم في ضبط الأسواق وتحقيق الأمن الغذائي كأولوية استراتيجية للدولة.
وأوضح المنوفي أن تسريع وتيرة الإفراجات الجمركية وتيسير تدفق السلع الأساسية أسهم في إحداث نقلة نوعية بالبنية التحتية اللوجستية، مما أتاح للمصانع والتجار استعادة قدراتهم الإنتاجية بشكل فعّال، وساهم في تحقيق استقرار ملحوظ بالأسواق وتقليص الفجوة بين العرض والطلب.
وأشار إلى أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة ذهبية يجب استغلالها لتحقيق طفرة في الإنتاج المحلي، بما يضمن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة المتعلقة بارتفاع أسعار الغذاء واضطراب سلاسل الإمداد.
وأكد المنوفي أن تحقيق الاكتفاء الذاتي لم يعد خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل أصبح ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كافة المقومات اللازمة من أراضٍ زراعية، وخبرات فنية، وبنية تحتية متطورة، إلى جانب دعم حكومي واضح، ولا ينقصها سوى التكاتف بين الجهات المعنية، والمصنعين، والمستثمرين، لوضع خطة وطنية شاملة تُسرّع من وتيرة الإنتاج المحلي، لا سيما في السلع الاستراتيجية مثل القمح، والزيت، والذرة الصفراء، واللحوم الحمراء.
ونوّه إلى أن مصر نجحت بالفعل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من عدد من السلع الغذائية، من بينها الخضروات، الفاكهة، الأرز، اللبن الطازج، لحوم الدواجن، وبيض المائدة، كما اقتربت من الاكتفاء الكامل من السكر، بفضل التوسع في زراعة البنجر وقصب السكر، بالإضافة إلى السياسات الداعمة للفلاحين وجهود رفع كفاءة الإنتاج الزراعي.
وأضاف المنوفي أنه في حال تنفيذ خطة وطنية مدروسة، فإن مصر قادرة خلال خمس سنوات فقط على خفض فاتورة الاستيراد إلى النصف، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الغذائية الحيوية.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الدولة قد وفّرت البيئة الملائمة والدعم اللازم، وأصبحت الكرة الآن في ملعب القطاع الخاص والمجتمع المدني، لدفع عجلة الإنتاج بقوة، وتجسيد شعار "صُنع في مصر" على كل مائدة مصرية.