رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حماية التراث الثقافي بين مبادرات الدولة وصوت القرى الغاضب

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد حماية التراث الثقافي مبادرات حكومية مدنية وإعلامية في محافظات مصرية لترميم المعابد القديمة وصون المواقع الأثرية في كل مركز ومدينة وقري تابعة لها

حماية التراث الثقافي ملف شائك في مصر يجمع بين جهود حكومية في محافظات مصرية لترميم المعابد القديمة وصون المواقع الاثريه في كل مركز ومدينة وقرية وصوت مواطنين في القرى يصرخون من الإهمال ويطالبون بخطة إنقاذ عاجلة.

تمر حماية التراث الثقافي اليوم بمرحلة مفصلية في مصر تشهد انطلاق مبادرات ضخمة لترميم المعابد المواقع الاثرية في المراكز والقرى التابعة لها مما يعزز الهوية الثقافيه ويشرك الأهالي في الحفاظ على التاريخ

وبدأت في القاهرة والاسكندرية والاقصر واسوان وسوهاج والمنيا والاقصر مجتمعه مع محافظات الصعيد، مشروع الحفائر والترميم يضم فرق من وزارة السياحة والاثار بقيادة فوزي عبدالقادر وخبراء اجانب مصريين.

مبادرة ترميم المعابد فى القاهرة والجيزة والإسكندرية

فى محافظة القاهرة مركز الواحات مركز ابو العلا تم ترميم معبد الباريش ومعبد تحتمس الثالث مع الاهتمام بصيانة الجدران والنقوش تحت اشراف سامية هشام، وتم تحديث معبد بن عزرا بمصر القديمة وإعادة الحياة لمكتبته ووثائقه لكن ما بين هذه الإنجازات يطل سؤال غاضب من القرى البعيدة ماذا عن مواقعنا الأثرية التي تذوب أمام أعيننا.


في الإسكندرية استعاد معبد إلياهو هنابي هيبته بعد مشروع ترميم استمر أكثر من عامين ونصف كلف الدولة 67 مليون جنيه شمل الأساسات والزجاج الملون والمشغولات الخشبية والنحاسية

القرى المجاوره لها شاركت بسواعد شباب محليين للتنظيف وتشجير المسارات. العاملون يستخدمون مواد صديقة للبيئة وتقنيات حديثة للحفاظ على الالوان الاصليه لكل معبد.

جهود المحافظات الصعيدية فى المراكز والقرى

في المنيا تؤكد زينب مصطفى معلمة أن الصيانة متوقفة منذ سنوات لأن المخصصات قليلة وتضيف حماية التراث الثقافي تتعطل عندنا بسبب الروتين والفلوس القليلة

وفى محافظة الاقصر مركز أرمنت قرى الجعافرة والنجوع المجاورة شهدت ترميم مجمعات معابد الكرنك والدفنة، التركيز كان على اعادة بناء السلالم المتهالكة وترميم الأقواس المسقوفة.

وفي القرنة يتحدث أحمد صالح فلاح بلهجة حادة الأمطار بتاكل المعابد القديمة ومحدش بيتحرك حماية التراث الثقافي مش صور تتنشر في الجرائد لازم حد ييجي يشوف الحقيقة.

وفى اسوان مركز ادفو والقرى المحيطه به تمت أعمال الترميم للمعبد المغمور ومعبد الالسن مع الحفاظ على المياه الجوفية التى تهدد المنشآت الأثرية.

دور الأهالى والشباب فى صون المواقع الأثرية

الأصوات الشعبية لا تكتفي بالشكوى بل تقدم حلولًا كمال مصباح صاحب محل من مركز البداري يرى أن الأهالي قادرون على المشاركة في الصيانة بشرط التدريب والتمويل المناسب

وتقترح سعاد عادل ربة بيت من أسيوط أن تدخل المدارس على الخط بعمل ورش توعية للأطفال عن قيمة التراث، وكما يري محمود عمار كهربائي من الفيوم أن الحل في وحدات ترميم محلية قريبة من القرى بدل انتظار خبراء من العاصمة

كما شاهدنا فى سوهاج مركز البلينا قرى أطرافها فرق اهلية شاركت فى وضع خطط صيانة دورية للمواقع الاثرية ما بين ترميم الحجر وترميم السطح وترميم الاقواس.

تلقوا شباب القرى تدريب من مختصين في ترميم الاثار بقيادة ليلى سامي ومحمد حسن على طرق الحماية من العوامل الطبيعية والتدخل البشري الغير منظم.

تحديات الترميم فى المراكز والقرى التابعة

في الصعيد الصورة أكثر قسوة في مركز أرمنت بالأقصر تضررت السلالم والأقواس من المياه الجوفية وفي مركز إدفو بأسوان تعاني المعابد من رطوبة عالية تهدد النقوش القديمة وفي سوهاج مركز البلينا حاول شباب القرى التعويض بتنظيف المواقع لكن غياب التمويل والتجهيزات جعل محاولاتهم محدودة

حيث تواجه المشاريع عقبات كبيرة بينها نقص التمويل المعدات المتخصصة وقصور التوعية المجتمعية فى القرى النائية بعض المواقع تقع بمناطق يصعب الوصول إليها عدم توافر مياه نظيفة ورطوبة عالية تؤثر على الحجر الملاط النقوش، وHيضا التنسيق بين الجهات الإدارية غير متكامل احيانا مما يؤخر اعمال ترميم المعابد وصيانة المواقع الاثرية.

التحديات أمام مبادرات حماية التراث الثقافي لا تنحصر في المال بل في طول الإجراءات الإدارية وتداخل الاختصاصات غياب صيانة دورية يجعل كل موسم مطر كارثة جديدة على جدران المعابد القديمة والأهالي لا يعرفون متى سيتحرك المسؤولون

استراتيجية تعزيز حماية التراث الثقافي مستقبلا

اليوم صار واضحًا أن حماية التراث الثقافي لن تنجح دون شراكة حقيقية مع الأهالي لا يكفي أن تُرمم المعابد الكبرى في المدن بينما القرى تذبل وسط الإهمال المواطنون يطالبون بخطة صيانة شاملة لكل مركز وقرية وتدريب الشباب على الحماية وتخصيص ميزانيات دائمة بدل الوعود المؤقتة

حيث تسعى وزارة السياحة والاثار برئاسة الوزير شريف فتحي الى وضع خطة شاملة تضم كل مركز وقرى تابعة لها لتحديد اولويات الترميم وتوفير تمويل دائم واستقطاب خبراء عالميين محليين للتدريب.

كما يتم اطلاق حملات إعلامية ثقافية فى المراكز والقرى لتعريف المواطنين بدور حماية التراث الثقافي فى تعزيز السياحة والاقتصاد المصري.

حماية التراث الثقافي ليست شعارا مؤقتا بل انها مسؤولية وطنية تستدعي مشاركة كل فئة فى مصر من مسئولين خبراء اهل قرى شباب وكل سكان المراكز. التراث الثقافي حامله التاريخ ونافذتنا الى الحضارة المستقبلية.

فالتراث ليس حجرًا جامدًا بل حياة وهوية إن ضاعت لن تعود أصوات الفلاحين والمعلمين وأصحاب الحرف في القرى تقول بوضوح نحن مستعدون نشارك لكن أعطونا الفرصة إذا لم تُسمع هذه الأصوات ستبقى حماية التراث الثقافي مجرد شعارات بينما التاريخ ينهار أمام أعيننا