كلام فى الهوا
الجميع يرى نفسه أذكى من كل الخلق التى تعيش حوله، مهما كانت قدراته الذهنية والعقلية ورغم أن الفرق الوحيد بين البشر يسكن فى امتلاك الشخص طريقة للتفكير من عدمه. لذلك يظهر التباين بينهم، فيصبح هناك الذكى ومتوسط الذكاء والغبى. والأخير ليس الأقل فهماً أو ذكاءً، إنما هو ذلك الشخص الذى ليس لديه طريقة صحيحة فى التفكير فى الأمور. من ثمَّ فهو قليل الشعور بالإحساس. لذلك يعرف الغبى فى اللغة العربية بأنه الأحمق أو المعتوه أو الأبله أو المغفل. ومعظم هذه الصفات فطرية، مهما حاولت إصلاحها لا تستطيع لعدم قدرته الذهنية على تقبل الإصلاح. وقد يُرزق الغبى بالمال أو الجاه فيصرف المال دون عقل أو يمتنع عن صرفه حتى على نفسه. وإذا كان صاحب جاه أو نسب تجده شخصية متعجرفه لا إحساس لديه أو عاطفة تجاه الآخرين، فالغباء لا يتعلق بالقدرات العقلية لأنه يفكر ولكن بشكل غير منطقى. هذا يعنى أنه لا يربط الأفكار لديه بعضها ببعض، وإذا تكلم لا تجد علاقة بين مقدمات ما يقول والنتائج التى ينتهى إليها، أى أنه دائماً ما يتحدث بطريقة غير منطقية. ومن أشد أنواع الغباء ذلك الشخص الذى يقوم بذات الفعل رغم فشله فى كل مرة. وكثيراً ما يقول الغبى عن نفسه أنه ليس قليل الحيلة وأنه أكثر مكراً من الثعلب.