رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كلمات:

ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، فرصة لنقف مع أنفسنا.. مع عقلنا؛ نفكر ونتدبر ونسأل: هل نحن على الطريق الصحيح؟.. هل ما نعتقده هو الطريق المستقيم؟، وهل ما نسمعه من روايات وقصص دينيه صحيحة؟.

أمور كثيره نعتقد فيها، ونتوارثها جيلا بعد جيل، رغم أنها غير صحيحة على الإطلاق.. خذ مثلا الأقاويل الكثيرة والحكايات العديدة التي تمتلأ  بها كتب التراث مؤكدة  أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي، وهذا كلام غير صحيح، لسبب شديد الوضوح، وهو أن الرسول أجلى اليهود جميعهم من المدينة قبل وفاته بسنين، فكيف يكون درعه مرهونة عند يهودي، رغم أنه لم يكن في المدينة يهودي واحد قبل سنين من وفاته صلى الله عليه وسلم؟

حكايات أخري تتحدث عن فقر النبي صلى الله عليه وسلم  وتزعم أنه كان يخرج أحيانا إلى الشوارع جائعا ومتمنيا أن يستضيفه أحد المسلمين ويطعمه! ..

 وهذا كلام لا يصح ولا يجوز ولا يليق.. فالله تعالى قال عن النبي : "ووجدك عائلا فأغني" .. الله يقول أنه أغنى نبيه ، ولكن بيننا من يصر أن الرسول كان فقيرا، وكان يخرج إلى الشوارع ليستضيفه أحد المسلمين! .. بالله عليك هل يجوز أن نقول ذلك علي نبينا؟..ثم إن كان النبي ليس في بيته طعام ، ويخرج للشوارع ليستضيفه أحد المسلمين فهل كان يترك زوجاته التسعة يتضورن جوعا، ويخرج هو ليأكل ؟.. هل هذا يجوز ؟.. ثم هل يعقل أن يكون الرسول فقيرا وقد ورث تجارة السيدة خديجة كلها ، وله وحده خمس غنائم المسمين في الغزوات ؟!..يا سادة النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الكفر والفقر، أي يجعله في المرتبة الثانية بعد الكفر، فكيف نقول أنه صلى الله عليه وسلم كان فقيرا؟!

وهناك روايات شهيرة جدا ، يقول علماء أزهرية أنها غير صحيحة على الإطلاق ومع ذلك نسمعها ليل نهار، منها : استقبال أهل المدينة للنبي صلى الله عليه يوم الهجرة بأنشودة " طلع البدر علينا" ، ومنها : نوم على بن أبي طالب مكان الرسول في ليلة الهجرة ، ومنها :واقعة إسلام عمر بن الخطاب بعد أن لطم أخته..  وكلها حكايات قال عنها الشيخ محمد الزغبي – أحد علماء الأزهر :" أفلام هندي ليس لها أصل ولا علاقة لها بالحقيقة أو الصواب".

ثم اسال نفسك كيف تفرقنا وصار بعضنا سنه وبعضنا شيعه وبعضنا صوفية وبعضنا سلفيه، وبعضنا  أحمدية وبعضنا اسماعلاوية وغيرها وغيرها.. كيف نتفرق، ولدينا قول الله تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء"(  الآية 159 من سورة الأنعام)

 كيف تفرقتا ، وكررنا نفس جريمة من سبقنا من أهل الكتاب، الذين قال الله فيهم" وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة"( الآية 4 من سورة البينة )

 كيف صرنا آخر أمم الأرض ، وكنا كما قال الله تعالى: كنتم خير أمة أخرت للناس"( الآية 110 سورة آل عمران)

 يا سادة.. كثير مما نفعله ونكرره ونعلمه أولادنا غير صحيح ، حتى يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ،  فكتب الأزهر التى يتم تدريسها على طلاب المرحلة الثانوية تقول بالحرف الواحد: فى ميلاد النبى رواية مشهورة وأخرى صحيحة.. فاشتهر أن ولادته عليه الصلاة والسلام فى فجر يوم الإثنين، الثانى عشر من ربيع الأول، الموافق لليوم العشرين من أبريل سنة 571م أما الرواية الصحيحة: فقد حقق بعض العلماء المسلمين أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الإثنين الموافق التاسع من ربيع الأول سنة 572م."

هذا ما تقوله كتب الأزهربالنص:  ورغم ذلك لم يخرج أزهري واحد ليعدل المشهور، ويعلى من الصحيح!.. وكم في الدين من المشهور وهو غير صحيح ، حتى صرنا أسرى للجهل المقدس .. ولله الأمر من قبل ومن بعد