رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ضربة البداية

تحل اليوم الذكرى الثالثة عشرة لرحيل جنرال الكرة المصرية الكابتن محمود الجوهرى أحد اهم رموز الساحرة المستديرة محلياً وعربياً وأفريقياً وصاحب واحدة من أهم إنجازات المنتخب حيث قاده للتأهل لمونديال ايطاليا 1990 وسط فرحة عارمة لم تشهدها مصر من قبل لأن الحلم تحقق بعد غياب عن هذا المحفل العالمى لمدة 56 عاماً.
الجوهرى مواليد 20 فبراير 1938 وتوفى فى 3 سبتمبر 2012، عن عمر يناهز 74 عاماً.. وهو أحد أكبر وأشهر المدربين فى تاريخ الكرة المصرية.. لعب للأهلى والمنتخب واعتزل فى سن مبكرة بسبب الإصابة.. وتولى مهمة تدريب العديد من الأندية أبرزها الأهلى والزمالك والاتحاد السعودى والشارقة والوحدة الإماراتيان ومنتخبات مصر وعمان والأردن.. كان ضابطاً بالجيش وشارك فى انتصار أكتوبر.
73 وخرج برتبة عميد فى سلاح الإشارة.. اشتهر بالجدية والحزم والدقة وانعكس ذلك على انضباط لاعبى المنتخب الذين عرفوا على يديه معنى الالتزام الحقيقى والروح القتالية فجاءت المكافأة الإلهية بتحقيق حلم التأهل لمونديال إيطاليا 90.
ومن حسن حظى اننى توليت مهمة تغطية المنتخب فى بداية مشوارى الصحفى عام 87 واقتربت كثيراً من الجنرال الجوهرى لدرجة الصداقة وكنت من الصحفيين الذين يهتمون بشرح أفكاره الكروية لهم ومناقشتها معهم.. وسافرت معه فى الكثير من المباريات الخارجية من أهمها مونديال ايطاليا ولقاء الذهاب مع الجزائر المؤهل للمونديال وكأس الأمم الافريقية 92 بالسنغال ولقاء زبميابوى المعاد فى ليون بفرنسا 15 أبريل 93 فى التصفيات المؤهلة لمونديال 94 بالولايات المتحدة الأمريكية بعد واقعة مباراة الطوبة الشهيرة باستاد القاهرة فى 28 فبراير 93.
لا أنسى للجنرال موقفه معى فى 13 اغسطس 2000 حيث كنت فى هذا التاريخ على موعد مع إجراء  عملية قلب مفتوح لتغيير صمام الأورطى بمستشفى دار الفؤاد فى 6 أكتوبر.. لم يكن القرار سهلاً ولكن بحمد الله عدت على خير بعد 8 ساعات فى غرفة العمليات ثم غرفة الإفاقة وبعدها الإنعاش وأخيراً تم نقلى إلى غرفة وأنا شبه يقظ ونصف منتبه.. وبمرور الوقت بدأ الانتباه يزداد والتقطت أذنى صوت رخيم يقول لى: «حمداً لله على سلامتك يابطل» ويربت بكفه على كتفى.. إنه الكابتن الجوهرى الذى لا اعرف كيف علم بإجراء الجراحة وكيف حضر بهذه السرعة وبصحبته من جهاز المنتخب المهندس سمير عدلى والكابتن علاء نبيل.. لمحت فى عينيه نظرة انسانية رائعة وحب حقيقى وقلب طيب يتمنى لى الشفاء والصحة.. ورغم الآلام الصعبة خاصة فى عظام الصدر إلا أن زيارة الجنرال هونت على الكثير وأسعدتنى.
وبعد 12 عاماً من هذه الزيارة كنت أتابع خلالها الكابتن الجوهرى وعلى اتصال دائم به تلقيت نبأ رحيله بعد تعرضه لجلطة وسكتة دماغية وهو يعمل مديراً فنياً لمنتخب الأردن وحقق معه نجاحات كبيرة.. تمنيت وقتها أن أطير إلى الأردن وأجلس إلى جواره قبل رحيله وأرد له الجميل وأخفف عنه بعض آلامه..
رحم الله الجنرال صاحب المواقف الرائعة والتى كان من حسن حظى مهنياً وإنسانياً أن أعيش جزءاً منها معه وقريباً منه.
[email protected]