رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سارق أقفال العمارات في عز الظهر بأسيوط يثير الرعب ويشعل غضب الأهالي

سارق أقفال العمارات
سارق أقفال العمارات في عز الظهر بأسيوط

في ظهيرة يوم عادي بمدينة أسيوط، كانت الشمس ترسل أشعتها القوية على شوارع تقسيم الحقوقيين، بينما الحياة تسير بوتيرتها المعتادة؛ أطفال يلهون بجوار العمارات، وباعة جوالون يعرضون سلعهم على المارة. فجأة، ومن حيث لا يدري أحد، ظهر رجل غريب الملامح، يختفي بين ظل جدار وآخر، يتلفت حوله بعينين تترقبان.

لم يكن يحمل سلاحًا ولا يقتحم بيوتًا، لكنه استهدف شيئًا بدا للبعض غير مألوف، فقد بدأ بخلع أقفال العمارات في وضح النهار، وكأن الأمر اعتيادي لا يثير الانتباه.

ذكريات الجرائم السابقة

سرعان ما اكتشف السكان الكارثة حين عادوا إلى منازلهم ليجدوا مداخل البنايات بلا أقفال، الأبواب مفتوحة على مصراعيها وكأنها تدعو الغرباء للدخول. صرخت إحدى السيدات قائلة: "إزاي ده يحصل وإحنا واقفين ساكتين؟" بينما تجمع الجيران في حالة من الذهول، يتساءلون عن هوية هذا السارق الذي لم يكتفِ بسرقة الأقفال، بل سبق له أن استباح المنطقة كلها بسرقة بطاريات السيارات وكاوتشات المركبات وحتى أغطية البلاعات.

شهادات من الأهالي

في مشهد آخر، جلس أحمد مصطفى أحد سكان المنطقة يحكي بمرارة: "بقينا نصحى كل يوم على خبر جديد، مرة بطارية عربية اتسرقت، مرة بلاعة اتشالت، ودلوقتي كمان أقفال العمارات! ده تحدي صريح". بينما تدخل محمد فوزي بحزم: "لازم الأمن يتدخل بسرعة، الموضوع بقى خطر على كل الأسر، مداخلنا مكشوفة وأي غريب ممكن يدخل".

الأهالي لم يخفوا غضبهم، فقد تحول الأمر إلى مصدر خوف دائم. الأطفال يخشون النزول للعب في الشارع، والنساء يتوجسن من أي شخص غريب يمر بجوار البنايات. وصف محمود عبد الله الأمر بأنه "حرب نفسية" أكثر منها سرقة، حيث أن الجرأة التي يتمتع بها السارق بارتكاب جرائمه في النهار تثير الشكوك وتزرع الرعب في النفوس.

غضب النساء ومخاوف الأسر

إيمان حسين، إحدى السيدات المقيمات في المنطقة، قالت بصوت مرتجف: "كل يوم نصحى على خبر سرقة جديد، لحد إمتى؟ هو فين الأمان؟". كلماتها خرجت محملة بالقلق وكأنها صرخة استغاثة موجهة للشرطة.

وبينما تتعالى أصوات الغضب، مطالبة الأجهزة الأمنية في التحرك، متمثلة في فرق البحث الجنائي بالإنتشار في المنطقة، وتكثيف مرور الدوريات الراكبة، فيما أكد مصدر أمني بقسم شرطة ثان أسيوط أن التحريات جارية وأن المشتبه فيهم قيد المراقبة.

في المقابل، لم يكتفِ الأهالي بانتظار تحرك الأمن فقط، بل بدأوا يناقشون تشكيل مجموعات تطوعية لحراسة مداخل العمارات، كما اقترح سامي كمال تركيب كاميرات مراقبة في البنايات كخطوة احترازية، قائلًا: "مفيش حد هيحمينا غير إحنا نفسنا، لازم نتكاتف عشان نرجع الأمان".

القصة لم تنته بعد، فالسارق ما زال طليقًا، لكن مشاهد الغضب والقلق التي اجتاحت المنطقة حولت الحادثة من مجرد سرقة إلى قضية رأي عام محلي. باتت الأعين مترقبة، والأنفاس محبوسة، في انتظار اليوم الذي يسقط فيه سارق أقفال العمارات في قبضة الأمن لتعود الطمأنينة إلى شوارع أسيوط.