رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بعد تسجيل إصابة بشرية.. ما هي الدودة الحلزونية ولماذا تهدد الثروة الحيوانية؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تصدّر اسم "الدودة الحلزونية" العناوين العالمية مؤخراً، بعد إعلان تسجيل أول إصابة بشرية مؤكدة بها خلال أغسطس الجاري، إذ يُعرف هذا الطفيل بقدرته على التهام الأنسجة الحية، الأمر الذي يثير مخاوف واسعة تمتد من خطورة العدوى على صحة الإنسان إلى التهديد المباشر لقطاع الثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم في أكثر من منطقة حول العالم.

 

إصابة بشرية تؤكد خطورة الطفيل

أعلن متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية عن رصد حالة نادرة من الإصابة بالدودة الحلزونية، وهي طفيل خطير يُعرف بقدرته على التهام الأنسجة الحية، وذلك لدى مريض في ولاية ماريلاند كان قد عاد مؤخراً من رحلة إلى السلفادور، مشيراً إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتعاون مع وزارة الصحة في الولاية تجريان حالياً تحقيقاً موسعاً حول تفاصيل العدوى وكيفية انتقالها، بعدما تم تأكيد الإصابة رسمياً خلال شهر أغسطس الجاري، في وقت يثير فيه ظهور هذه الحالة مخاوف متجددة من عودة الطفيل المعروف باسم "آكل اللحم" إلى واجهة المشهد الصحي بعد سنوات من محاولات السيطرة عليه.

 

كيف تهاجم الدودة الحلزونية؟

الدودة الحلزونية في حقيقتها ليست دودة، وإنما ذبابة طفيلية تضع بيضها في جروح الحيوانات أو الإنسان، لتخرج منها يرقات بيضاء تتغذى مباشرة على الأنسجة الحية.

هذا السلوك يجعلها مختلفة عن الطفيليات الأخرى التي تعتمد على المواد الميتة أو المتحللة، فهي تعيش حرفياً على "اللحم الطازج"، ما يسبب إصابات خطيرة قد تنتهي بموت الحيوان أو بتشوهات بالغة لدى المصاب البشري.

 

تهديد للثروة الحيوانية

المخاوف الأكبر تتركز لدى مربي الماشية ومنتجي اللحوم، ففي أقل من عام واحد، سجلت المنظمة العالمية لصحة الحيوان أكثر من 20 ألف بؤرة تفشٍ في أمريكا الوسطى والمكسيك، وهو ما يعني خسائر اقتصادية ضخمة.

وتشير تقديرات خبراء الثروة الحيوانية إلى أن استمرار انتشار الطفيل قد يكلف بعض الدول مليارات الدولارات سنوياً نتيجة نفوق الحيوانات وزيادة تكاليف العلاج والمكافحة.

 

خطط عالمية للسيطرة

مكافحة هذا الطفيل ليست بالأمر السهل، إذ تعتمد الإستراتيجية الأساسية على ما يسمى الذباب العقيم؛ حيث يجري إنتاج أعداد هائلة من الذكور المعقمة وإطلاقها في البرية، لتتزاوج مع الإناث فلا تضع بيضاً صالحاً.

ووفق خبراء الصحة الحيوانية، فإن السيطرة على الدودة الحلزونية تتطلب إنتاج نحو 500 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً على الأقل، وهو ما تعمل عليه مصانع خاصة في بنما والمكسيك.

 

هل يشكل خطراً على الإنسان؟

رغم كل هذا القلق، يظل احتمال إصابة الإنسان منخفضاً جداً مقارنة بالحيوانات. لكن ذلك لا ينفي خطورته، فالعدوى إذا حدثت قد تكون قاتلة، إذ يتطلب العلاج إزالة مئات اليرقات من جسم المصاب وتطهير الجروح بدقة، وهو ما يحتاج تدخلاً طبياً سريعاً ومتخصصاً.

 

كابوس قديم يتجدد

اللافت أن الولايات المتحدة نفسها كانت قد نجحت في القضاء على هذا الطفيل في ستينيات القرن الماضي، بفضل برنامج ضخم استمر سنوات طويلة لإطلاق الذباب العقيم.

 لكن عودة الدودة الحلزونية للظهور في أمريكا الوسطى وتوسع انتشارها شمالاً يطرح تساؤلات عن إمكانية تكرار الكابوس في مناطق جديدة من العالم، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف زحفها.