"دولة التلاوة".. مشروع وطني لإحياء مدرسة القرآن المصرية وصناعة جيل من القراء

في خطوة وُصفت بأنها الأضخم منذ عقود لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في تلاوة القرآن الكريم، كانت قد أعلنت وزارة الأوقاف المصرية إطلاق مشروع وطني شامل تحت شعار "دولة التلاوة"، يهدف إلى صناعة جيل جديد من القراء على نهج عمالقة التلاوة الذين عرفتهم مصر والعالم الإسلامي عبر تاريخها، أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل، فما هي اهداف المشروع وآليات تنفيذه، وأبعاده المجتمعيه.
أهداف المشروع
وفقًا لما أكده وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، فإن المشروع يستهدف:
إعادة الاعتبار للمدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة بعد تراجع حضورها في العقود الأخيرة.
اكتشاف وصقل المواهب من مختلف المحافظات المصرية عبر اختبارات دقيقة ولجان متخصصة.
تأهيل علمي وشرعي متكامل للقراء الجدد، يجمع بين جودة الأداء الصوتي والدراسة القرآنية الرصينة.
إحياء روح الانتماء لدى الأجيال الجديدة لرسالة مصر القرآنية باعتبارها منارة لتلاوة كتاب الله في العالم الإسلامي.
آليات التنفيذ
وزارة الأوقاف أوضحت أن "دولة التلاوة" لن تكون مجرد مسابقة موسمية، بل مؤسسة متكاملة تشمل:
إنشاء معاهد متخصصة لتعليم التلاوة وفق أصولها.
إشراف لجان علمية من كبار القراء والعلماء لضمان جودة المخرجات.
توفير برامج تدريبية متقدمة في علوم الصوت والأداء القرآني.
إقامة ملتقيات دولية ومحافل قرآنية لتعريف العالم بعودة مصر لصدارة المشهد القرآني.
لاقى الإعلان عن المشروع ترحيبًا واسعًا في الأوساط الدينية والإعلامية، حيث اعتبره مراقبون "مشروعًا لإحياء الهوية المصرية في مجال التلاوة" التي طالما تميّزت بها مصر منذ بدايات القرن العشرين.
الشيخ محمد صالح حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية، وصف المشروع بأنه "عودة إلى الأصل"، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال مهد أعلام التلاوة الذين ملأت أصواتهم أرجاء العالم الإسلامي.
الأبعاد الثقافية والدينية
يرى خبراء أن "دولة التلاوة" لا تستهدف فقط صناعة قراء جدد، بل ترسخ أيضًا البعد الثقافي والروحاني للقرآن في المجتمع، خاصة بين الأجيال الشابة. كما أن المشروع يتماشى مع جهود الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني وتعزيز القوة الناعمة لمصر على المستوى الدولي.
بهذا المشروع الطموح، تعلن وزارة الأوقاف أن مصر لن تكتفي بماضيها الذهبي في التلاوة، بل تسعى إلى استعادة ريادتها عبر جيل جديد من القراء، ليظل صوت القرآن المصري حاضرًا ومؤثرًا في قلوب المسلمين حول العالم.