نواب في الكونجرس الأمريكي يطالبون ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين

أعلن أكثر من عشرة نواب ديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي، توقيعهم على رسالة تدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تعكس تزايد القلق داخل الكونجرس بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وفقًا لما كشفه موقع "أكسيوس"، الإثنين.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه القطاع موجة مجاعة متزايدة، دفعت حتى بعض الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين بقوة لإسرائيل إلى توجيه انتقادات علنية للقيادة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
ويقود النائب الديمقراطي رو خانا (عن ولاية كاليفورنيا) جهود جمع التواقيع على الرسالة الموجهة إلى الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو.
ومن بين الموقعين الجدد على الرسالة النواب تشيلي بينغري (مين)، نيديا فيلازكيز (نيويورك)، وجيم ماكغفرن (ماساتشوستس)، بالإضافة إلى تسعة نواب آخرين وقعوا سابقا، من بينهم غريغ كاسار، لويد دوغيت، فيرونيكا إسكوبار، ماكسويل فروست، آل غرين، جاريد هوفمان، مارك بوكان، وبوني واتسون كولمان. كما أكد مكتب النائب المسلم أندريه كارسون (إنديانا) توقيعه أيضًا.
وتشير الرسالة إلى أن "هذه اللحظة المأساوية سلطت الضوء على الحاجة الملحة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم"، مشيرة إلى تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر، وهو ما قوبل بانتقاد شديد من وزير الخارجية الأميركي روبيو.
وجاء في الرسالة أيضًا: "نشجع حكومات الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك الولايات المتحدة، على القيام بذلك".
وتأتي هذه المبادرة بالتزامن مع تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين من دول كفرنسا والمملكة المتحدة وكندا. إلا أن الاعتراف الأميركي، وفق مراقبين، يبدو مستبعدًا في ظل سياسة إدارة ترامب التي تبنت موقفًا داعمًا بقوة لإسرائيل ولرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، على الرغم من تصريحات ترامب الأخيرة التي عبّر فيها عن نيته "توفير الغذاء للناس في غزة" بعد تشكيكه في ادعاءات نتنياهو بعدم وجود مجاعة هناك.
في سياق آخر، أكد السفير أمجد العضايلة المندوب الدائم للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جامعة الدول العربية (رئيس الدورة 163 لمجلس جامعة الدول العربية) أن زيارة رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لونج كونج إلى جامعة الدول العربية تمثل محطة مهمة في مسيرة التعاون العربي–الفيتنامي، وتعد تأكيدًا جديدًا على علاقات الصداقة التاريخية التي تربط العالم العربي بالشعب الفيتنامي الصديق، اخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاكاديمية، والتنسيق في المحافل الدولية.
وقال العضايلة - في كلمته أمام الجلسة المخصصة للاستماع لرئيس فيتنام بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية - إن التجربة النضالية الفيتنامية في سبيل التحرر الوطني شكلت إحدى أبرز محطات الكفاح الإنساني، وكانت مصدر إلهام للشعوب الساعية إلى نيل حريتها واستقلالها.
وأضاف أنه "في هذا السياق، نستحضر معاناة وكفاح الشعب الفلسطيني الشقيق الممتد منذ أكثر من ثمانية عقود، وسعيه العادل للتحرر والاستقلال ونيل حقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف في تجسيد دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والتي كانت فيتنام في طليعة بلدان العالم التي اعترفت بهذا الحق الأصيل للشعب الفلسطيني".
وشدد على أن المأساة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة منذ أزيد من عشرين شهرًا، والانتهاكات البشعة المستمرة بحق المدنيين والتي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال غير الشرعي، في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك الانتهاكات المتكررة للوضع الخاص القانوني والديني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في كل من القدس والخليل، تشكّل جرحًا عميقًا نازفًا في الضمير الإنساني، وتتطلب موقفًا دوليًا حازمًا يضمن وقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار وإنهاء جريمة الابادة الجماعية وسياسة التجويع المفروضة من قبل هذا الاحتلال وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والسماح للمنظمات الأممية بالعمل للقيام بواجبها الإنساني الذي وجدت من أجله، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
واعتبر أن زيارة رئيس فيتنام للجامعة العربية فرصة ثمينة لتعزيز أواصر التعاون والتضامن بين شعوبنا، وترسيخ القيم المشتركة في دعم الحق، ونصرة العدالة، واحترام السيادة، ودعم تطلعات الشعوب في الحرية والكرامة.
وجدد العضايلة في ختام كلمته الترحيب بالرئيس الفيتنامي في رحاب جامعة الدول العربية، متطلعًا إلى علاقات أكثر رسوخًا بين فيتنام والدول العربية في المستقبل.