علي جمعة: التفكر لا يكتمل إلا بالعمل.. والعمل لا يُقبل إلا بالإخلاص
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الفكر السليم يجب أن يقود الإنسان إلى العمل الصالح، فلا يكفي التفكر والتدبر دون أن يتحول إلى سلوك عملي يظهر في حياة الإنسان.
التفكر لا يكتمل إلا بالعمل
وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية، أن الحكماء قالوا قديمًا: "آخرُ الفكر أوَّلُ العمل"، مشيرًا إلى أن التفكر في آيات الله والتأمل في الكون يجب أن يتبعه ترجمة حقيقية لهذا التدبر، من خلال الالتزام بأوامر الله والعمل بمقتضى شرعه.
واستشهد فضيلته بحديث النبي ﷺ: "إن أناسًا قد أغرّهم بالله الغرور، يقولون: نحن نحسن الظن بالله، ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل"، مؤكدًا أن حسن الظن بالله لا يتحقق إلا بالسعي والعمل والطاعة، لا بالكسل والتواكل.
وأضاف: "العمل واجب جعله الله سبحانه وتعالى قرينًا للإيمان، كما في قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ آمَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ}"، موضحًا أن الإيمان وحده قد يكون منجيًا، لكن السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة لا تتحقق إلا بالعمل الصالح.
الإخلاص شرط القبول
وشدد الدكتور علي جمعة على أن قبول العمل عند الله مشروط بالإخلاص، نقلًا عن قول الفضيل بن عياض: "إن الله لا يتقبل العمل إلا بالإخلاص والصواب"، مبينًا أن كل عمل يجب أن يُبنى على نية صافية لوجه الله تعالى.
واستدل بحديث النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات"، مشيرًا إلى أن الإنسان ينبغي أن يُجمّع قلبه على نية خالصة، ويصمم على أن يكون كل عمله لوجه الله، متحريًا الصدق ومجاهدًا لنفسه عند كل وسوسة أو رياء.
وسائل تعين على العمل الصالح
وأشار فضيلته إلى أن هناك وسائل تُعين الإنسان في طريق العمل الصالح، أبرزها:
القرآن الكريم: أن يكون للمرء ورد يومي منه، قلّ أو كثر، حسب ظروفه، دون أن يهجر كلام الله.
ذكر الله: مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله"، موضحًا أن الذكر يطهّر القلب، ويعين على الإخلاص، ويثبت العبد في حضرة الله.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه برسالة تربوية عميقة، فقال: "فأوّل العمل: أن تجمع الفكر، وآخر الفكر: أن تبدأ العمل"، مشجعًا المسلمين على تفعيل ما تعلموه من القرآن والسنة في سلوكهم اليومي، والتحرك بوعي وإخلاص في طريق الطاعة وعمارة الأرض.
