مراسل "القاهرة الإخبارية": غزة تغرق في كارثة إنسانية شاملة والمستشفيات تنهار تباعًا
وصف بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مدينة دير البلح، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه كارثي بكل المقاييس، مؤكدًا أن ما قالته وكالة الأونروا سابقًا عن أن غزة "جحيم على الأرض" لم يعد مجازًا بل أصبح حقيقة يومية يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يزيد على 21 شهرًا، وسط إغلاق كامل للمعابر لليوم الـ143 على التوالي.
الوضع الإنساني في قطاع غزة:
وقال “جبر”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي ياسر رشدي، إن الحصار المحكم أدى إلى انهيار شبه كامل في القطاعات الخدمية والإنسانية، من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية، إلى نفاد الوقود الضروري لتشغيل المرافق الحيوية كالمستشفيات ومحطات تحلية المياه والصرف الصحي، مما فاقم من مأساة الجوع والعطش في القطاع المحاصر.
وأضاف أن وزارة الصحة في غزة أكدت استقبال المستشفيات يوميًا مئات الحالات المصابة بأمراض ناتجة عن سوء التغذية، مشيرًا إلى وفاة نحو 20 شخصًا خلال 24 ساعة فقط، بينهم أطفال.
وتابع: "اليوم فقط، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، بسبب المجاعة الشديدة"، محذرًا من انهيار وشيك في المنظومة الصحية، لافتًا إلى توقف أقسام كاملة داخل مجمع الشفاء الطبي، من بينها أقسام الأوكسجين وعدد من العيادات.
وشدد على أن وزارة الصحة أكدت أن بعض المستشفيات ستخرج عن الخدمة خلال 48 ساعة ما لم يتم تزويدها بالوقود فورًا.
وفي وقت سابق، قال الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن ما يجري في قطاع غزة يعيد إلى الأذهان فشل المؤسسات الدولية منذ تأسيسها، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يقف عاجزًا أمام إبادة ممنهجة يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأضاف ما يحدث حاليًا في غزة يفوق في بشاعته ما شهدته الحروب في البوسنة والهرسك ويوغوسلافيا سابقًا، والتي أحدثت تحولًا في مفاهيم العلاقات الدولية، مضيفًا: "غزة تُباد والعالم ينظر إما عاجزًا أو نادمًا".
وحول التصعيد الإسرائيلي المرتقب، قال شديد إن المعركة الحقيقية ليست في غزة، بل داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، موضحًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يستخدم الحرب وسيلة للبقاء في الحكم"، مشيرًا إلى أن "استمرار العدوان يخدم تحالفاته السياسية، خاصة مع أحزاب اليمين الديني المتطرف مثل شاس ويهدوت هتوراه".
