أستاذ علوم سياسية: غياب الإرادة السياسية يعرقل التوصل إلى هدنة حقيقية بغزة

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن العائق الأساسي أمام التوصل إلى هدنة أو اتفاق لحقن دماء الفلسطينيين هو غياب الإرادة السياسية، خصوصًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمها، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية، مضيفًا: "لو كانت هناك إرادة حقيقية، لأمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يضغط على نتنياهو لوقف هذا العدوان الوحشي، والذي طال حتى أراضي دول عربية ذات سيادة مثل لبنان وسوريا".
جوهر المشكلة يكمن في رغبة إسرائيل في توسيع مشروعها الاستيطاني
وأكد “سلامة”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن جوهر المشكلة يكمن في رغبة إسرائيل في توسيع مشروعها الاستيطاني، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أيضًا على حساب دول عربية مستقلة، مدعومة في ذلك دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة، قائلًا: "الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين يوميًا، دليل دامغ على رغبة إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل".
وحول المساعدات الإنسانية، أشار إلى أن سلطات الاحتلال باتت تستخدمها كأداة لتصفية القضية، مضيفًا: "حتى مؤسسات غزة الإنسانية تم تحويلها إلى مصائد موت للباحثين عن المساعدة"، موضحًا أن الفترة الأخيرة شهدت مشروعات وخططًا لنقل الفلسطينيين إلى عدة دول مثل ليبيا وإثيوبيا.
وشدد على أن الفلسطينيين يبحثون منذ عقود عن دولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، ولم تثنِهم سنوات المعاناة والدمار عن التمسك بأرضهم، رغم جرائم الإبادة الجماعية، مضيفًا: "لو كان لديهم رغبة في الهجرة، لفعلوا منذ أشهر طويلة".
وأشاد بالموقف المصري، قائلًا: "مصر، صاحبة الملف، وضعت خطًا أحمر واضحًا أمام كل محاولات التهجير، وهذا الخط هو الذي منع تصفية القضية عن طريق مغادرة الفلسطينيين لأرضهم، بل وشكل رادعًا لإسرائيل حتى الآن"، مضيفًا: "الحديث المتداول عن تهجير الفلسطينيين لدول معينة، لم يترافق مع تصريحات من تلك الدول تشير إلى استعدادها لاستقبالهم"، مشددًا على أن هذا الطرح خطير وغير واقعي، ويمثل محاولة إسرائيلية خبيثة لتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.
وشدد على أن تصريحات ترامب حول الإفراج عن 10 أسرى في غزة، دون التطرق إلى آلاف الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال ذلك يعكس انحيازًا تامًا للاحتلال.