استاذ أمراض الدواجن:
تعظيم الإنتاج الحيواني ضرورة استراتيجية
أكد الدكتور مصطفى خليل عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد وأستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية أن تعظيم إنتاج البروتين الحيواني يمثل ضرورة استراتيجية تتطلب تكامل الأدوار بين الدولة والمزارعين والمستثمرين.
من خلال رؤية وطنية شاملة واستثمارات ذكية في البنية التحتية والتصنيع، يمكن لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي وتوفر غذاءً صحيًا وآمنًا للمواطنين، بما يدعم الاستقرار والنمو الاقتصاد.
وأضاف أن البروتين الحيواني هو عنصر أساسي في تحقيق الأمن الغذائي، ويعدّ من مكونات الأمن القومي للدول، خصوصًا مثل مصر، التي تواجه تحديات متزايدة في النمو السكاني وارتفاع أسعار الأعلاف واللحوم، واعتمادها على الاستيراد لتغطية العجز في اللحوم والألبان.
وأشار إلى أن أهمية الإنتاج الحيواني ترجع إلى أنه يؤثر مباشرًا على صحة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن لأنه هو المسئول عن المناعة والمسئول عن صد الأمراض والحماية منها ويحسن إنتاجية الإنسان سواء في التعليم أو العمل ويقلل من الاعتماد على الاستيراد وبالتالي يحسن ميزان المدفوعات ويدعم الاستقرار المجتمعي ويقلل من الاضطرابات المرتبطة بارتفاع الأسعار ونقص الغذاء ويرتبط بالأمن الصحي ومقاومة الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
موضحًا أن الوضع الحالي لإنتاج البروتين الحيواني في مصر، فتنتج مصر محليًا نحو 60% من احتياجها من اللحوم الحمراء و 100% من احتياجها من الدواجن تقريبًا مع بعض الاستيراد و80 إلى 90% من احتياجها من الألبان، و تواجه مصر فجوة في اللحوم الحمراء، تقدر بنحو 500 ألف طن سنويًا.
ويمكن رفع كفاءة الإنتاج الحيواني كما و كيفا و ذلك بتحسين السلالات المحلية عبر التهجين بسلالات محسنة (مثل الأبقار الهولشتاين)،نشر نظم التربية المكثفة والتسمين الصناعي، وتحسين الرعاية البيطرية والوقاية من الأمراض و الاعتماد على نظم تغذية حديثة باستخدام الأعلاف المركبة، استخدام المخلفات الزراعية كمصدر للأعلاف كقش الأرز و سيلاج الذرة و تفل البنجر.
وتشجيع زراعة الأعلاف الخضراء المستدامة كالبرسيم الحجازي وسورغوم العلفي، والتوسع الأفقي والرأسي في التربية ودعم المزارع النظامية والتجميعية بدلًا من التربية الفردية واستحداث إنشاء مجمعات إنتاج حيواني نموذجية حديثة تشمل تسمين وألبان ودواجن وتطوير وتوسيع مشروعات الإنتاج الحيواني في الصحراء ضمن منظومة متكاملة مع الزراعة والاستثمار في التصنيع الحيواني بالتوسع في مصانع الألبان ومشتقاتها وإنشاء مسالخ حديثة ومجازر آلية ثابتة ومتنقلة لتقليل الفاقد وتحسين الجودة ودعم مشروعات إنتاج الأعلاف المحلية وتشجيع الاستثمارات والشراكات وجذب المستثمرين المحليين والأجانب لإنشاء مشروعات إنتاج حيواني ضخمة وتمكين الشباب وصغار المربين من الدخول في سلاسل الإنتاج وتفعيل دور الدولة والجهات الرقابية واستحداث إنشاء جهاز وطني لتنمية الثروة الحيوانية ويكون مسؤولا مسئولية كاملة عليها.
مشيرا إلى ضرورة وضع خريطة قومية للإنتاج الحيواني حسب المكان والموارد و تقديم حوافز للمربين الملتزمين بالنظم الصحية والبيئية و تشجيع القطاع التعاوني لخفض التكلفة عند شراء الخامات و حماية المنتجين و الدفاع عن مصالحهم و ابرام التعاقدات وزيادة علي الانتشار و القدرة التنافسية.
و هناك مبادرات مقترحة لتعزيز البروتين الحيواني في مصر مثل مبادرة ألف مزرعة تسمين عجل هدفها دعم مشروعات تسمين العجول بتمويل منخفض ودعم فني و مبادرة الجاموس المصري المحسن لنشر الجاموس المحسن لإنتاج الألبان واللحوم ومبادرة الأعلاف الوطنية تقليل الاعتماد على استيراد الذرة والصويا عبر بدائل محلية، ومبادرة التصنيع الحيواني الريفي لدعم تصنيع منتجات الألبان وتربية الطيور والماعز والضأن في القرى وبرنامج دعم التحصينات لإمداد المنتجين باللقاحات المدعومة ضد أهم أمراض الماشية والدواجن.
مؤكدا ان تعظيم إنتاج البروتين الحيواني في مصر ضرورة استراتيجية وأمن قومي، تتطلب رؤية شاملة تجمع بين الدولة والمجتمع والمستثمر.و استثمارات في البنية التحتية ومراكز الإنتاج والتلقيح والتصنيع.
وسن تشريعات واضحة وحوافز للمزارعين الملتزمين والاستفادة من كل متر وكل نقطة مياه في إنتاج غذاء يرفع كفاءة الإنسان المصري.