رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

"دستور المدينة".. أول وثيقة مواطنة وعدالة اجتماعية في التاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت دار الإفتاء المصرية أن أول دستور مكتوب في التاريخ، يحقق مبادئ المواطنة الكاملة والتعايش السلمي والعدالة الاجتماعية، هو ما عُرف في السيرة النبوية بـ"صحيفة المدينة"، التي كتبها النبي محمد ﷺ عقب هجرته إلى المدينة المنورة.

ووفقًا للإفتاء، فإن هذه الوثيقة التي أرسى بها النبي ﷺ قواعد الدولة الإسلامية الأولى، اشتملت على سبعة بنود رئيسية تضم المبادئ الجوهرية لبناء أي مجتمع متماسك.

 

 الدفاع المشترك

بدأت الوثيقة بتأكيد أن مسؤولية الدفاع عن المدينة تقع على جميع مكوناتها، دون تفرقة بين مسلم أو يهودي أو موالٍ، فجاء فيها:"عليهم النصر والعون والنصح والتناصح والبر من دون الإثم"وهذا ينص صراحة على أن الجميع شركاء في حماية الوطن.

 

 التكافل الاجتماعي

أسست الصحيفة نظامًا للتكافل بين العائلات والقبائل، بحيث لا يُترك محتاج أو مديون أو أسير إلا ويجد من يعينه، فنصّت على:"كل طائفة على رِبَاعَتِهم؛ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين"وهو ما يمثل نواة واضحة لفكرة "الضمان الاجتماعي" في العصر الحديث.

 

العدالة والمساواة

أقرت الوثيقة مبدأ المواطنة المتساوية، وحقوق جميع سكان المدينة دون تفرقة في الدين أو العرق أو القبيلة، فقالت:"وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين"كما سُميت بقية الطوائف اليهودية بنفس اللفظ "أمة"، وجرى التأكيد على أن لهم مثل ما للمؤمنين من الحقوق.

 

حرية الدين والاعتقاد

من أبرز ما جاء في دستور المدينة: حرية العقيدة والعبادة، فقد نصّت الوثيقة بوضوح على:"لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم"وهو إعلان غير مسبوق عن احترام التعددية الدينية، يكفل الحماية والكرامة لجميع أتباع الديانات في الدولة.

 

 الأمن والتعايش السلمي

أكدت الصحيفة على أن كل من سكن المدينة آمن على نفسه وماله، فقالت:"من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم"كما شبَّهت الجار بالنفس، فأكدت على وجوب حمايته، حيث ورد:"وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم"

 

 المسؤولية الفردية

قررت الوثيقة أن الفرد لا يُحاسب عن ذنب غيره، وأنه مسؤول عن أفعاله فقط، فقالت:"لا يكسب كاسب إلا على نفسه، ولا يأثم امرؤ بحليفه"وفي ذلك تحييد كامل للعداوات العائلية أو القبلية، وهو ما يُعد تقدمًا تشريعيًا وإنسانيًا غير مسبوق.

 

 نصرة المظلوم ومحاربة البغي

أوصت الوثيقة بالتكاتف في وجه الظلم والعدوان، حتى لو صدر من داخل الجماعة المؤمنة، فجاء فيها:"إن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسِيعة ظلمٍ أو فسادٍ... وإن أيديهم عليه جميعًا"
وهو إعلان مبكر عن ضرورة محاربة الفتن والعدوان الداخلي، وتثبيت دعائم العدل.

 

 قيم التعايش والبر بالآخر

اختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على أن المجتمع الإسلامي الأول تأسس على السماحة والتعايش واحترام الآخر، مستشهدة بقول الله تعالى:﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: 8]

وقد عاش اليهود في كنف الإسلام يتمتعون بحقوقهم كاملة، محترمين لعاداتهم وتقاليدهم، في ظل دولة تضمن لهم الأمن والحرية، وتُلزم الجميع بالبرّ والعدل.