هل تخفف الأشجار المزروعة في المقابر عن الميت؟.. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زرع الأشجار والنباتات داخل المقابر أمرٌ جائز شرعًا، بل هو من الأمور المستحبة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل يدل على ذلك، حيث ثبت عنه أنه وضع جريدتين على قبرين، وقال: "لعلّه يخفف عنهما ما لم ييبسا".
واستندت الدار إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44]، موضحة أن كل مخلوق يُسبّح بحمد الله، وأن وجود النباتات الرطبة في المقابر يُرجى أن يكون فيه تسبيح يخفف عن الميت، طالما ظلت رطبة.
وأكدت دار الإفتاء أن هذا العمل من أعمال الرحمة، مشيرة إلى ضرورة التحفظ من زراعة الأشجار أو النباتات في أماكن وجود الأجساد التي لم تبلى بعد، حتى لا يؤدي ذلك إلى إيذائها أو انتهاك حرمتها.
كيف يُدفن الميت؟.. الطريقة الشرعية
وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء الطريقة الشرعية لدفن الميت، حيث يُستحب أن يُدخل إلى القبر من فتحة القبر ويوضع على شقه الأيمن، مع توجيه وجهه إلى القبلة، وهو ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع.
وأشارت إلى أن الدفن على التراب أو الرمل لا حرج فيه شرعًا، إذ إن المطلوب في القبر الشرعي هو تحقيق الغرض الأساسي وهو: مواراة جسد الميت، وحفظه من الأذى، وصيانة حرمته، موضحة أن الشق واللحد طريقتان صحيحتان في الدفن، وتُستخدمان في الأرض الصلبة، أما في الأرض الرخوة –كما هو الحال في مصر– فلا مانع من استخدام الفساقي ونحوها ما دامت تحقق الشروط الشرعية للدفن.
الدعاء عند القبر.. سنة نبوية
كما بيّنت دار الإفتاء أن الدعاء للميت بعد الدفن من السنن المؤكدة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:"كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل»" – رواه أبو داود.
وأكدت الدار أن الدعاء للميت يجوز أن يكون سرًا أو جهرًا، فرديًا أو جماعيًا، مشيرة إلى أن الدعاء في جماعة فيه رجاء أكبر للقبول، ويؤثر في القلوب، خصوصًا إذا صاحبه تذكير وموعظة. واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يد الله مع الجماعة" – رواه الترمذي.
وختمت دار الإفتاء فتواها بالتنبيه على أن الاهتمام بالمقابر من باب احترام الموتى لا يعني الغلو أو التعلق الزائد بها، وإنما يكون ذلك من خلال الدعاء، والاستغفار، وزيارتها للعظة، وزراعة ما ينفع بإذن الله ويُرجى ثوابه.