أسرار القصر وفضائح موناكو تلاحق الأمير ألبرت وزوجته شارلين في ذكرى زواجهما
تُحيي إمارة موناكو اليوم الذكرى الرابعة عشرة لزفاف أميرها ألبرت الثاني والأميرة شارلين، زواجٌ بدا في ظاهره أسطورياً، لكنه سرعان ما تحوّل إلى مادة دسمة للصحافة العالمية، مع تزايد الأحاديث عن الفضائح والأسرار التي تلاحق العائلة المالكة الصغيرة.
حفل زفاف باذخ يخفي خلفه القلق
في الثاني من يوليو عام 2011، شهدت موناكو زفافاً فخماً بلغت تكلفته نحو 53 مليون جنيه إسترليني، بحضور نخبة من الشخصيات العالمية، من بينهم السير روجر مور والأمير إدوارد.
وفي مشهد أسطوري، تألقت العروس شارلين بفستان من تصميم جورجيو أرماني، مرصع بعشرات الآلاف من قطع الكريستال وعرق اللؤلؤ، بينما تبادل الزوجان القبل أمام عدسات الكاميرات.
إلا أن تلك القُبلة لم تكن كافية لإخفاء القلق الذي بدا جلياً في عيون الأميرة، والتي التُقطت لها صور وهي تبكي، في لحظة اعتبرها البعض نذير سوء لما ينتظر هذا الزواج الملكي.
شائعات الهروب وعلاقات الأمير السابقة

لم تكد مراسم الزفاف تنتهي حتى بدأت الصحافة الفرنسية تتناقل شائعات عن محاولة شارلين الفرار من الإمارة ثلاث مرات، قبل أيام قليلة من الحفل، عقب اكتشافها "معلومات مقلقة" عن حياة الأمير الخاصة، أبرزها الحديث عن وجود أطفال غير شرعيين له، الأمر الذي نفته الأميرة لاحقاً واصفةً هذه الشائعات بـ"السخيفة".
وكان تاريخ الأمير ألبرت الشخصي دائماً تحت المجهر، فقد اشتهر بلقب "الأمير اللعوب" بسبب علاقاته المتعددة مع عارضات الأزياء والممثلات، إضافة إلى إقراره بأبوته لطفلين من علاقات سابقة، وهما جازمين وألكسندر، واللذان يتلقيان مخصصات مالية سنوية ضخمة من خزائن القصر.
أزمات مالية وشبهات فساد داخل القصر
لم تقتصر الأزمات على الجانب الشخصي فحسب، بل امتدت إلى الملفات المالية، حيث كشفت تقارير صحفية فرنسية عن شبهات فساد وسوء إدارة مالية داخل أروقة القصر.
وجاءت التسريبات بعد إقالة مدير الشؤون المالية للعائلة، كلود بالميرو، الذي تحدث عن إنفاق متهور وتخصيص مبالغ سرية لعشيقات الأمير وأطفاله غير الشرعيين، في حين نالت الأميرة شارلين نصيبها من الانتقادات بسبب تجاوزها للمخصصات السنوية المقررة لها والبالغة 1.2 مليون جنيه إسترليني.
غياب الأميرة... وتكهنات الصحة النفسية
أثارت فترات غياب الأميرة شارلين الطويلة جدلاً واسعاً، خاصة بعد قضائها معظم عام 2021 في جنوب إفريقيا بحجة العلاج من "الإرهاق الشديد"، ثم انتقالها إلى عيادة متخصصة في قضايا الصحة النفسية في سويسرا، الأمر الذي غذّى الشائعات حول استقرار حياتها الزوجية ودورها في البلاط الملكي.
رغم الأزمات... الاحترام الملكي قائم
ورغم هذا الكمّ من الفضائح والجدل، لا تزال العائلة المالكة في موناكو تحافظ على مكانتها بين القصور الأوروبية، حيث شوهد الأمير ألبرت والأميرة شارلين مؤخراً برفقة أولادهما، جاك وجابرييلا، في مناسبات رسمية، كما شاركا في لقاء جمعهم ببابا الفاتيكان، حيث منح البابا الأميرة امتياز ارتداء الأبيض أمام البابا، وهو تقليد لا يُمنح إلا لعدد محدود من الملكات والأميرات الكاثوليكيات في العالم.
تبقى إمارة موناكو، على صغر مساحتها، مسرحاً مفتوحاً لأحداث تجمع بين الأناقة، السياسة، والفضائح، فيما يواصل الأمير ألبرت والأميرة شارلين محاولتهما الحفاظ على صورة العائلة المالكة وسط بحر من التساؤلات.