رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

"انت من مصر ولا إيجيبت".. تحذير من كارثة تدمر السلوك الاجتماعي للمصريين

مواطن يمر أمام صرافة
مواطن يمر أمام صرافة

 حذر الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، من الآثار الكارثية لمواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأفراد والتماسك المجتمعي، مؤكداً أن هذه المنصات أصبحت ساحة لـ"استثمار الخصوصية" وتقديم صور زائفة للحياة، مما يخلق فجوة عميقة بين الواقع والخيال، ويُفرّق حتى في نظرة المصريين لأنفسهم.

جاءت تصريحات الدكتور رشاد خلال حلقة حوار في برنامج "البيت" على قناة الناس، حيث أوضح أن العديد من المستخدمين يعرضون حياتهم الخاصة بالكامل من الأكل واللبس إلى تفاصيل المنزل بهدف تحقيق مكاسب مادية، غير مدركين أن هذه الظاهرة تضع آخرين في صراعات نفسية ومقارنات مرهقة. 

وقال: "الناس بتعرض حياتها الخاصة بالكامل علشان تجيب فلوس، لكن الكارثة إن ده بيحط ناس تانية في صراعات نفسية ومقارنات مرهقة: هو أنا ليه ماعيش كده؟ هو ليه عنده وأنا ماعنديش؟".

وأشار الدكتور رشاد إلى أن السوشيال ميديا أصبحت مصدرًا لنشر صور غير حقيقية لحياة مثالية، مما يؤدي إلى شعور بالضغط والنقص لدى المتابعين. وأضاف: “المشكلة إن كل واحد بيحاول يقدم نفسه بأفضل صورة، مش حقيقته، وده بيخلق حالة من التقليد والمقارنة اللي بتؤدي لتوتر داخلي وإرهاق مجتمعي”. وأكد أن “الإنسان المعاصر بقى مرهق لأنه دخل نفسه في دايرة المقارنات، دلوقتي ما بقيناش نعيش حياتنا، بقينا نعيش صور نعرضها على السوشيال ميديا علشان نكسب ترند أو نبقى براند”.

كما شدد على أن هذه الصورة الزائفة أدت إلى خلق انقسام حتى في الهوية الوطنية، مع انتشار دعابات مثل "دول من مصر ودول من إيچيبت!"، معتبراً أن ذلك ليس مجرد مزاح، بل هو نتيجة لـ"صورة مشوهة صدرناها لنفسنا قبل ما نصدرها لغيرنا". 

وأكد أن العديد من المحتويات المنتشرة مفبركة ومعدة مسبقًا باتفاقات، مما يخدع الشباب ويجعلهم يشعرون بأنهم "أقل"، وهو "خطر كبير على الصحة النفسية والاجتماعية".

وفي سياق متصل، حذر الدكتور رشاد من الخلط بين الرضا والكسل، مشيرًا إلى أن البعض يتكاسل بحجة الرضا، وهو ما وصفه بـ"الخطر الكبير"، خاصة بين الشباب الذين يعيشون صراعات نفسية بسبب المقارنات المادية والاجتماعية. 

وأوضح أن “الفرق الحقيقي إنك تسعى وتجتهد وتعمل، وتسلم النتيجة لله... لو ما وصلتش للنتيجة اللي نفسك فيها رغم إنك عملت اللي عليك، ساعتها ده أجمل معنى للرضا”.

ووجه الدكتور رشاد رسالة واضحة للمجتمع والشباب، داعياً إلى عدم تصديق كل ما يُعرض على السوشيال ميديا، وأن "مش كل حياة فخمة تبقى حقيقية، ومش كل شهرة تبقى نجاح". كما أكد على أهمية دور الأسرة في مراقبة وتوجيه الأبناء على هذه المنصات، قائلاً: "ياريت كل الناس تبقى قريبة من أولادها، نوجههم ونتابع سلوكهم على السوشيال ميديا، ما نسيبهمش لوحدهم في ساحة مفتوحة مليانة صور وأفكار مزيفة."

واختتم الدكتور وليد رشاد حديثه بالتأكيد على أن الهدف ليس مناهضة التكنولوجيا، بل "ضد إننا نخسر ذاتنا وهويتنا وأسرنا لمجرد سباق على صورة أو ترند زائف"، داعياً إلى استخدام آمن ومنضبط لهذه المنصات للحفاظ على القيم والتقاليد المجتمعية.

اقرأ المزيد..