العفن الأسود في المنازل.. أسبابه وأضراره وطرق التخلص منه
يعد العفن، وهو مصطلح عام يُطلق على مجموعة من الفطريات، من أكثر المشاكل شيوعًا في البيوت الرطبة.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يثير العفن الأسود تحديدًا، والذي يُقصد به عادةً فطر Stachybotrys chartarum، قلقًا واسعًا نظرًا لارتباطه بمظهر قبيح ورائحة نفاذة، وكذلك لما يُشاع عنه من آثار صحية خطيرة.
ارتباط العفن بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي
ثبت من خلال أبحاث علمية أن وجود العفن داخل المنازل يزيد من احتمالية تفاقم نوبات الربو، خصوصًا لدى الأطفال.
كما أن استنشاق الجراثيم الفطرية قد يُحفز ردود فعل تحسسية تشمل السعال والصفير وضيق التنفس، إلا أن هذه التأثيرات ترتبط بالحساسية ولا تعني بالضرورة وجود سموم فطرية قاتلة.
السموم الفطرية: حقيقة أم مبالغة؟
ويمكن لفطر S. chartarum إنتاج مركبات تُعرف بالميكوتوكسينات مثل الروريدين والستراتوكسينات، والتي قد تؤثر على الكائنات الحية في ظروف معينة، غير أن الظروف المطلوبة لإطلاق كميات ضارة من هذه السموم داخل البيوت نادرة جدًا.
في تسعينيات القرن الماضي، ربط البعض وجود العفن الأسود في بعض المنازل بحالات نادرة من نزيف رئوي لدى الرضع، غير أن مراجعات لاحقة للدراسات أظهرت أخطاءً كبيرة في احتساب تركيز الجراثيم، مما أدى إلى نفي العلاقة السببية بشكل شبه كامل.
العفن كمسبب للحساسية لا التسمم
ويمكن للعفن يمكن أن يُسبب أمراضًا تحسسية لدى بعض الأشخاص، مثل التهاب الجيوب الأنفية الفطري، أو الحساسية الفطرية الرئوية. هذه الحالات قد تكون مزعجة، لكنها عادة ما تكون قابلة للعلاج بمجرد إزالة مصدر العفن أو تجنب التعرض له. الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة قد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات أكثر حدة.
هل العفن في المنازل سام؟
لا توجد أدلة قوية على أن العفن الأسود في البيئات السكنية يُنتج كميات من السموم الفطرية تؤدي إلى أمراض خطيرة لدى البشر.
وتظل العلاقة بين البيئات الرطبة وازدياد مشاكل الجهاز التنفسي قائمة، ما يجعل معالجة العفن ضرورة صحية، لا بسبب السموم، بل للحد من تهيج الجهاز التنفسي والتفاعلات التحسسية.
بينما يروج البعض لفكرة "العفن السام"، فإن الدليل العلمي الحالي لا يدعم وجود خطر حقيقي ناتج عن السموم الفطرية في العفن المنزلي، خصوصًا العفن الأسود.
ويتمثل التهديد الصحي الأساسي في الحساسية ومشاكل التنفس، وليس في التسمم المباشر.