يحل علينا عيد الأضحى المبارك كل عام حاملاً فى طياته معانى سامية تتجاوز الطقوس الدينية، لتصل إلى عمق القيم الإنسانية والاجتماعية، ففى هذه المناسبة العظيمة، نستحضر جميعاً قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وتجليه الأعظم فى الطاعة والتضحية، وتكريسه لقيم الإيمان واليقين.
عيد الأضحى ليس فقط مناسبة دينية، بل هو فرصة لتعزيز أواصر التكافل والتراحم بين أبناء الوطن الواحد. فمع كل أضحية تذبح، تتجدد فينا مشاعر العطاء والبذل، وتبعث فى مجتمعاتنا روح المشاركة، حيث يجتمع الغنى والفقير على مائدة واحدة، ويتقاسم الجميع فرحة العيد دون تمييز.
لا شك أن هذه المناسبة تشكل محطة مهمة لإعادة التأكيد على وحدة الصف الوطنى، وتجديد العهد بخدمة الوطن والمواطنين. فالعيد يعيد إلينا بوصلة القيم التى يجب أن ترتكز عليها السياسات العامة: العدالة، التضامن، والرحمة، وفى ظل ما نعيشه من تحديات سياسية واقتصادية، فإننا أحوج ما نكون اليوم إلى التمسك بهذه القيم النبيلة. وعلينا أن نستثمر روح العيد فى تعزيز العمل الجماعى، ومضاعفة الجهود لمواجهة الأزمات، وتحقيق التنمية التى تليق بشعبنا.
كما لا يفوتنى أن أوجه تحية فخر واعتزاز لأبناء قواتنا المسلحة والشرطة البواسل، الذين يضحون بأرواحهم من أجل أمن هذا الوطن واستقراره، ويقضون الأعياد بعيداً عن أسرهم، ليحظى كل مواطن بعيد آمن
ختاماً، أتقدم إلى أبناء شعبنا الأبى، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، بأصدق التهانى وأطيب التمنيات بعيد أضحى مبارك، سائلة المولى عز وجل أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات، وأن يحفظ وطننا الغالى من كل سوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والسلام..
وكل عام وشعب مصر العظيم بخير وأمان