كلام فى الهوا
لقد خرجت فكرة الجامعة العربية لأول مرة فى لندن، حيث جاءت تلك الفكرة على لسان «أيدن» وزير خارجية إنجلترا سنة 1942 لضمان سيطرتها على تلك الدول أثناء الحرب العالمية الثانية، وهنا قال «مصطفى النحاس» رئيس حزب الوفد المصرى «إن أيدن يريدها وحدة عربية تلبس قبعة مرسوماً عليها علم بريطانيا، وأمريكا تطلب شرق أوسط جديداً بقبعة أمريكية» وانتهز النحاس الفرصة واستمر فى اتصالاته بالزعماء السياسيين العرب الذين كانوا يتوافدون على القاهرة فى مناسبات مختلفة ليحرر فكرة «الجامعة العربية» من تلك الأفكار التى لا تتفق والغرض الحقيقى منها، بأن تكون جامعة عربية فى الوقت الذى كان يريدها «فاروق» ملك مصر فى ذلك الوقت جامعة إسلامية، واستطاع النحاس رغم الدسائس والمؤامرات أن تكون الجامعة العربية أداة لخدمة كل العرب، تعمل على تنمية المواطن العربى لأنه الفيصل الحاسم لأى صراع حتى لو كان صراع حضارات، ولكن اليوم وبعد كل هذه الأعوام عادت الجامعة العربية إلى فكرتها الأولى كما يريدها الأقوياء، بعد أن أعطى النظام العالمى الجديد ظهره لمن هو متخلف وضعيف، وفى إشعال المنطقة بالصراعات، وبدا واضحاً أن المنطقة لديها الكثير من المفاجآت وأخطرها إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة، وسوف تنجح الدول أصحاب المصالح فى المنطقة فى أن تفعل ما تريده بالتنسيق مع الجامعة العربية «للأسف».