رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خبير عسكري: مصر تعزز قدراتها الجوية لتطوير ذراعها الضاربة بعيدة المدى

طائرة تابعة لسلاح
طائرة تابعة لسلاح الجو المصري

أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن سعي مصر المتسارع لتعزيز قدراتها الجوية يهدف إلى تطوير ذراعها الضاربة بعيدة المدى والرد على التفوق الجوي الإسرائيلي، إضافة إلى تأمين المصالح الاستراتيجية والجيوسياسية لمصر في الإقليم، جاء ذلك تعقيبًا على تقارير إعلامية إسرائيلية حذرت مما وصفته بمساعي مصر لتطوير قدراتها الجوية، مشيرة إلى صفقة شراء نحو 100 طائرة خفيفة من طراز "إف إي 50" من كوريا الجنوبية، والتي سيتم تصنيع بعضها محليًا في صفقة تقدر قيمتها بمليار دولار. 

وذكرت التقارير أن هذه الخطوة تأتي كبديل منخفض التكلفة وقابل للتعديل لحمل أسلحة ثقيلة، وأن مصر تعمل منذ فترة طويلة للوصول إلى مستوى من التكافؤ مع القدرات الإسرائيلية، لكنها لم تنجح في تحقيق ذلك حتى الآن بسبب جهود إسرائيل لإقناع دول كبرى بعدم تزويد مصر بصواريخ جو-جو وكروز بعيدة المدى.

وأوضح العميد محيي الدين في تصريحات لقناة "المشهد" أن التوترات الإقليمية تمثل جزءًا من التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، الذي يتكون من ثلاثة طبقات: الأمن القومي المباشر والإقليمي والدولي. وأشار إلى أن مصر لديها مصالح استراتيجية وجيوسياسية في الإقليم، وأن التفاعلات الإقليمية تؤثر على الوضع الاقتصادي والأمني لمصر، التي واجهت أيضًا ظاهرة الإرهاب العابر للحدود ونجحت في مواجهته منفردة في سيناء.

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن مصر، كدولة متوسطة القوة، لديها احتياجات متعلقة بالردع وإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية، وهو ما يتطلب جهدًا كبيرًا من الدولة المصرية بدأ منذ عشر سنوات. وأكد أن مصر اتبعت استراتيجية لتعدد مصادر السلاح للقوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي والقوات البرية، مع التركيز على التصنيع المشترك، حيث حققت نجاحًا كبيرًا في القوات البحرية والدفاع الجوي، وأن الدور الآن جاء على القوات الجوية.

وحول ما تردد عن اتجاه مصر نحو الطائرات الكورية الجنوبية بعد رفض واشنطن منحها طائرات "إف 16" بضغط إسرائيلي، أوضح العميد محيي الدين أن هذه التقارير ليست دقيقة 100%، لكنه أشار إلى وجود أبعاد استراتيجية للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تستطيع إسرائيل ابتزاز واشنطن في صفقات السلاح. 

وأكد في الوقت نفسه أن مصر لا يمكنها الخضوع لهذا الابتزاز وتضع حلولًا بديلة لتلبية مقتضيات أمنها القومي، مشيرًا إلى حصول مصر على طائرات "ميغ 29 إم 2" و"رافال" من روسيا وفرنسا كبدائل قوية.

وأشار إلى أن مطالب الجيش المصري من الولايات المتحدة تجاوزت فكرة "إف 16"، حيث طلبت مصر طائرات "إف 15" و"إف 35" الحديثة، لكن لم تتلق ردًا، مؤكدًا أن تردد الجانب الأمريكي في التعاون مع مصر له تأثير جيوسياسي في المنطقة، وسيدعو واشنطن إلى إعادة التفكير في هذا الأمر.

وفيما يتعلق بالمناورات الجوية المشتركة بين مصر والصين، أكد العميد محيي الدين أنها تبعث برسالة إلى بعض الأطراف الإقليمية، لكن الرسالة الأكبر هي أن مصر ترسم استراتيجية للتحول إلى دولة متوسطة القوة، وهو ما يتطلب توطين الصناعات الأساسية، خاصة العسكرية، مشيرا إلى أن كل تعاقدات مصر الآن مبنية على فكرة التصنيع المشترك لهذه الطرازات الحديثة.

وبشأن صفقة الطائرات الكورية الجنوبية، أوضح أنها صفقة عاجلة لتلبية احتياجات مصر من الطائرات الاعتراضية للدفاع الجوي، مشيرًا إلى أن مصر تتجه أيضًا نحو الحصول على طائرات قاذفة وشبحية بثقة كاملة في قدراتها الفنية والتعليمية.

وحذر العميد محيي الدين من أن إسرائيل تخشى فقدان فكرة الهيمنة المطلقة في الشرق الأوسط التي بنت عليها استراتيجياتها، مؤكدًا أن هذا ما يزعجها وليس فكرة الهجوم على إسرائيل لوجود اتفاقية سلام بينهما. 

وأشار إلى أن التمدد الاستراتيجي الإسرائيلي في المنطقة مهدد نتيجة النمو المضطرد في قوة دول مثل مصر والسعودية والإمارات والجزائر وحتى العراق الذي بدأ يستنسخ التجربة المصرية في إعادة بناء قواته المسلحة.

وختم الخبير الاستراتيجي بالتأكيد على أن مصر تتمتع بحالة استقرار سياسي ممتدة ولا تسمح بوجود قواعد عسكرية على أراضيها ولن تخضع للابتزاز أو الهيمنة على قرارها السياسي، مؤكدًا أن هذا هو نهج القيادة السياسية الحالية في مصر.

اقرأ المزيد..