هل يتحول التوتر بين مصر وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية.. خبراء يجيبون
ناقش برنامج "هوا مصر" المذاع عبر فضائية “فرانس 24”، في حلقته الأخيرة التوتر المتصاعد في العلاقات بين مصر وإسرائيل، والذي بدأ عقب احتلال القوات الإسرائيلية لمحور فيلادلفيا، وتأكيد القاهرة على ضرورة انسحابها من هذا المحور الحدودي.
واستضاف البرنامج مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، والخبير العسكري، اللواء محمد الغباشي، لتحليل أبعاد هذا التوتر واحتمالات تطوره.
تطرق النقاش إلى تصريحات المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة التي تساءل فيها عن أسباب "التسليح المكثف" للجيش المصري، وهو ما رد عليه المندوب المصري، السفير أسامة عبد الخالق، بالتأكيد على أن الدول القوية والمسؤولة يجب أن تمتلك جيشاً قوياً ومسلحاً للدفاع عن أمنها القومي.
كما تناولت الحلقة ما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصادر أمنية إسرائيلية زعمت أن "زيادة التسليح والقوات المصرية في سيناء مخالف لاتفاقية السلام" المبرمة بين الجانبين.
استبعاد للمواجهة العسكرية في المدى القريب
من جانبه، استبعد اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري، بنسبة كبيرة حدوث أي مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل في المدى القريب، مؤكداً أن "إسرائيل تعلم جيداً قدرة الجيش المصري وقوة موقف الدولة المصرية سياسياً وعسكرياً".
وأشار الغباشي إلى أن "الغرض الرئيسي لإسرائيل في الفترة الحالية هو إيران وليس مصر"، مستشهداً بالمؤتمر الصحفي الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
بدوره، اتهم السفير رخا أحمد حسن إسرائيل بـ"احتراف المغالطات" في سياستها واستراتيجيتها لتغطية انتهاكاتها ومخالفتها للاتفاقيات، مشيرا إلى تجاهل إسرائيل للإطار الشامل للسلام في الشرق الأوسط المنصوص عليه في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
وأكد السفير رخا أن "إسرائيل تدرك من تجربتها في حرب أكتوبر أهمية استمرار عملية السلام مع مصر"، مشيراً إلى أن أي استفزاز إسرائيلي قد "يهدم عملية السلام بأكملها".
تساؤلات حول خروقات اتفاقية السلام والتنسيق الأمني
ناقش الخبراء أيضاً المزاعم الإسرائيلية بشأن زيادة القوات المصرية في سيناء، حيث أوضح اللواء الغباشي أن أي تواجد للقوات المصرية في سيناء تم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن مصر رفضت أي مساعدة أو تواجد عسكري إسرائيلي على حدودها.
واتهم اللواء الغباشي إسرائيل بـ"التغطية على اختراقها لتواجدها في محور فيلادلفيا" من خلال هذه الادعاءات.
وفي مفارقة لافتة، تطرق البرنامج إلى تقارير عن عبور عدد من الإسرائيليين إلى معبر طابا للاحتفال بالأعياد، وهو ما اعتبره السفير رخا "تكتيكاً إسرائيلياً يعكس اعتمادها على المغالطات".
علق الخبراء على تصريحات نتنياهو بشأن "تغيير الشرق الأوسط"، حيث وصفها السفير رخا بأنها "غرور ومبالغة تتجاهل القوى الإقليمية الموجودة مثل مصر وتركيا وإيران والسعودية".
في الختام، طرح البرنامج تساؤل حول ما يتردد عن سعي نتنياهو لتصوير نفسه كـ"بطل قومي" من خلال "نجاحاته" في غزة وجنوب لبنان وسوريا، وما إذا كان ذلك قد يدفعه في المستقبل إلى "التفرغ لمصر"، إلا أن الخبراء أكدوا على قوة مصر وقدرتها على حماية أمنها القومي.
اقرأ المزيد..
