رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في يوم اليتيم.. لماذا حرّم الإسلام التبني وأجاز الكفالة

بوابة الوفد الإلكترونية

يحتفل العالم الإسلامي بـ"يوم اليتيم" في أول جمعة من شهر أبريل سنويًا، وهو يوم يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية رعاية الأيتام ودمجهم في المجتمع. 

ومع ذلك، يثار دائمًا تساؤل حول الفرق بين "التبني" و"كفالة اليتيم" في الإسلام، ولماذا أجاز الإسلام الكفالة وحرم التبني.

ما الفرق بين التبني وكفالة اليتيم؟

التبني هو أن ينسب الشخص طفلًا ليس من صلبه إليه، فيصبح له كابن شرعي بكل حقوقه، بما في ذلك النسب والميراث. أما كفالة اليتيم، فهي التكفل بتربيته ورعايته دون أن يتم تغيير نسبه أو اعتباره ابنًا شرعيًا.

لماذا حرّم الإسلام التبني؟

جاء تحريم التبني في الإسلام لحفظ الأنساب وصيانة الحقوق، حيث قال الله تعالى:﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ۞ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 4-5].


وهذا يعني أن الإسلام شدد على أهمية عدم طمس الهوية الحقيقية للأفراد، حتى لا يترتب على ذلك مشكلات اجتماعية أو شرعية مثل اختلاط الأنساب، أو إشكالات في الزواج والميراث.

لماذا أجاز الإسلام كفالة اليتيم؟

على عكس التبني، أقر الإسلام كفالة اليتيم وشجع عليها، بل جعلها سببًا في نيل الأجر العظيم، حيث قال النبي ﷺ:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.


فالكفالة تحقق الرعاية المطلوبة لليتيم دون أن تؤدي إلى طمس هويته أو تغيير نسبه.

شروط كفالة اليتيم في الإسلام

أكدت دار الإفتاء المصرية أن كفالة اليتيم يجب أن تتم وفق ثلاثة شروط:

  1. العدل في التعامل مع اليتيم دون تمييز بينه وبين أبناء الكافل إن وُجدوا.
  2. الإحسان إليه من حيث التربية والتعليم والمعيشة.
  3. تجنب الظلم سواء في المعاملة أو الحقوق.

هل الاحتفال بيوم اليتيم بدعة؟

يتساءل البعض عن شرعية تخصيص يوم للاحتفال باليتيم، وهل يعد ذلك بدعة؟
مجمع البحوث الإسلامية أوضح أن الاحتفال بيوم اليتيم ليس بدعة، بل يندرج تحت النصوص الشرعية التي تحث على الإحسان إلى الأيتام، مثل قوله تعالى:
﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ [الضحى: 9].
فالمهم هو أن يكون هذا الاحتفال وسيلة لتعزيز الاهتمام بالأيتام طيلة العام، وليس ليوم واحد فقط.

كيف نساعد الأيتام بطرق عملية؟

  • التبرع للجمعيات الخيرية التي تهتم برعاية الأيتام.
  • الاندماج في برامج الكفالة التي توفر لهم حياة كريمة وتعليمًا جيدًا.
  • إشراكهم في الأنشطة المجتمعية لتعويضهم عن الفقد الذي تعرضوا له.

في النهاية، يظل اليتيم مسؤولية المجتمع بأسره، ليس فقط في يومه المخصص، بل على مدار العام، عبر توفير بيئة آمنة وداعمة تضمن له حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا.