بعد فيديو لعب الشيخ مع الطفل.. ضوابط تواجد الأطفال في المساجد

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يظهر أحد الشيوخ وهو يلاعب الأطفال داخل المسجد، ما أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد يرى أن هذا السلوك يشجع الأطفال على حب المساجد، ومعارض يعتبره إخلالًا بقدسية المكان.
وردًّا على ذلك، أوضحت وزارة الأوقاف عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" الضوابط الشرعية لتواجد الأطفال في المساجد، مؤكدةً أن الهدف هو تحقيق التوازن بين الحفاظ على قدسية المساجد وتشجيع الأطفال على التعلق بها.
المساجد للجميع.. ولكن بضوابط
أوضحت وزارة الأوقاف أن المساجد بيوت الله، وهي مصدر للسكينة والروحانية، ومن رحمة الإسلام أنه لم يحظر دخول الأطفال إليها، بل على العكس، شجّع على اصطحابهم لتنشئتهم على حبها. واستشهدت الوزارة بسُنة النبي ﷺ، حيث كان يحمل حفيدته أمامة بنت أبي العاص أثناء الصلاة، ويترك الحسن والحسين يلعبان في المسجد، بل وكان يخفف من صلاته عندما يسمع بكاء الأطفال مراعاةً لأحوال أمهاتهم.
اللعب في المسجد بين المباح والمحظور
أكدت الوزارة أن الإسلام لم يمنع اللهو البريء داخل المسجد طالما أنه لا يخل بقدسيته ولا يؤثر على خشوع المصلين، مستشهدةً بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد والنبي ﷺ يسترها بردائه.
لكن الوزارة شددت على ضرورة ضبط هذا السلوك، بحيث يكون في أوقات لا تعيق أداء الصلوات، وتحت إشراف الكبار لضمان التزام الأطفال بآداب المسجد وعدم إحداث أي ضرر بالمكان أو إزعاج للمصلين.
تعليم الأطفال احترام المساجد
شددت الوزارة على أن وجود الأطفال في المساجد ينبغي أن يكون فرصة لتعليمهم آدابها، مثل خفض الصوت، واحترام المصلين، وعدم الجري أو الصياح داخلها.
كما أوصت بتوعية أولياء الأمور بأهمية توجيه أبنائهم داخل المسجد وإشعارهم بالألفة والراحة دون الإخلال بوقاره.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الأوقاف أن المساجد ينبغي أن تظل عامرة بذكر الله، وأن يتم ترسيخ حبها في نفوس الأطفال بأساليب تربوية تجمع بين اللطف والتوجيه، داعيةً إلى عدم المبالغة في ردود الأفعال بين التشدد أو التساهل المفرط.