رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جمعة: الإسلام لم يرفض الدنيا بل أمر بالتوازن

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن القرآن الكريم تحدث كثيرًا عن الدنيا وذمها حين تكون الغاية النهائية للإنسان، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يرفض التمتع بالحياة، بل يدعو إلى الاعتدال في التعامل معها دون أن تطغى على همّ الآخرة.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى وصف الدنيا بأنها "متاع الغرور"، كما قال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ﴾ (آل عمران: 185)،وأشار أيضًا إلى أن متاع الدنيا قليل مقارنة بالآخرة:﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى﴾ (النساء: 77).

وأضاف جمعة أن الإسلام لم يذمّ الدنيا بإطلاق، لكنه حذّر من جعلها الغاية القصوى، مؤكدًا أن الله شرع للمؤمنين الدعاء لنيل الخير في الدنيا والآخرة، كما ورد في قوله تعالى:
 ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (البقرة: 201).

رسول الله والزهد في الدنيا

واستشهد المفتي السابق بعدة مواقف من حياة النبي ﷺ، تبين زهده في الدنيا وعدم انشغاله بزخرفها.
فقد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على النبي ﷺ فوجده مضطجعًا على حصير أثّر في جنبه، فقال له النبي ﷺ:"يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟" (رواه البيهقي وأصله في صحيح مسلم).

كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ نام على حصير، فلما قام ظهر أثره على جنبه، فقال له الصحابة: "يا رسول الله، لو اتخذنا لك وِطاءً؟" فقال:
"ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" (رواه الترمذي).

الاعتدال بين الدنيا والآخرة

وأكد  جمعة أن الإسلام لم يطلب من الإنسان أن يرفض الدنيا تمامًا، بل أمره بتحقيق التوازن، مشيرًا إلى قول الله تعالى:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ (القصص: 77).

واختتم حديثه بأن على المسلم أن يكون واعيًا بقيمة الدنيا، فيأخذ منها ما يُعينه على طاعة الله دون أن تشغله عن الآخرة، فالحياة ليست غاية، بل وسيلة لتحقيق رضا الله والفوز بجنته.